عبدالرحمن المرشد

@almarshad_1

في وقتنا الحاضر تعددت مصادر المعرفة وأصبح الوصول للمعلومة سهلا جدا وليس كما في السابق تحتاج المسألة إلى إحضار كتب ومراجع ومطالعتها أو الذهاب إلى المكتبات للحصول على ما تريد، ولذلك كانت المعلومة محصورة سابقا لدى بعض المثقفين ومحبي القراءة لأن الحصول على مصادر المعرفة منهك ومتعب جدا، وأتذكر في بداياتي الصحفية قبل انتشار (النت) كان يحضر إلى أرشيف الجريدة (جريدة الرياض) الكثير من الناس سواء طلبة أو باحثين أو مؤلفين وغيرهم لتقليب تلك الملفات الموجودة في الأرشيف التي يتم فيها جمع أغلب ما يتم نشره من مواد ومعلومات وتقارير وحوارات ويتم تصنيفها حسب كل باب (تاريخ أو سياسة أو اقتصاد أو ثقافة وهلم جرا) وتجد الكثير من الباحثين يحضرون تباعا للحصول على تلك المعلومات عن طريق ذلك الأرشيف، وربما يزيد وقت البحث في اليوم الواحد عن ست أو سبع ساعات دون الحصول على ما يريد لتستمر المسألة هكذا عددا من الأيام، وفي نهاية المطاف لا يحصل الباحث إلا على جزء بسيط من مبتغاه. ولذلك كانت المدرسة بالنسبة للأبناء هي السبيل الوحيد لاكتساب مصادر المعرفة من خلال الاطلاع على المناهج وحفظها والاستفادة من شرح المعلمين لجميع العلوم والمعارف.

مع عصر النت تغيرت المسألة رأسا على عقب وتحولت تلك الصعوبة في نيل المعرفة والمعلومة إلى أمر سهل جدا لا يستغرق منك سوى دقائق معدودة ويتوفر لديك كم هائل من المعارف والمعلومات لا تستطيع جمعها سابقا في عدة أشهر، كما أن سهولة الحصول على مصادر المعرفة أنتج جيلا سبق عمره بمراحل، ولا تستغرب عندما يحاجك حاليا طفل في بعض المواضيع المهمة والحساسة التي كانت قديما حكرا على الكبار.

بعد أن تغيرت وتطورت طرق نيل المعرفة وتبدلت الكثير من المفاهيم المتعلقة بنيل الشهادة حيث يكثر الحديث هذه الفترة أن الشهادة بحد ذاتها لن تكون مستقبلا هي العمود الفقري للوظيفة بقدر ما يتم الاعتماد على الخبرة والثقافة كمصدر أساسي أو مساعد لنيل الوظيفة، وبناء عليه أرى تقليص مدة الحصول على (المرحلتين المتوسطة والثانوية) من ست سنوات إلى خمس سنوات (سنتين للمتوسط وثلاث للثانوية) حتى تتاح الفرصة لهذا الجيل من الشباب والشابات أن يساهم في بناء مجتمعه وهو في مقتبل العمر، متمنيا أن تكون الشهادة عاملا مساعدا ومسرعا لا عقبة تبطئ من التحاقهم بسوق العمل.