دعت مدير عام صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا بعض الدول إلى التوسع في بناء قدراتها الزراعية، مشيرة إلى أن السعودية أعطت مثالا رائعا في ذلك بتحويل الماء المالح إلى ماء صالح للاستخدام الزراعي.
جاء ذلك خلال ندوة رفيعة المستوى نظمتها وزارة المالية، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، مساء أمس الإثنين بمدينة الرياض، تحت عنوان: العمل معًا لمعالجة انعدام الأمن الغذائي، بحضور عدد من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافة إلى عدد من المختصين والخبراء المحليين والدوليين.
وخلال الندوة، أعربت مدير عام صندوق النقد الدولي عن تقديرها لوزير المالية، قائلة: محمد الجدعان يستحق كل الشكر والتقدير، ليس بسبب الرسالة التي أعلن عنها، ولكن لقيامه بالعديد من الإجراءات إبان أزمة (كوفيد – 19).
وأضافت: أهنئ دول مجلس التعاون الخليجي على جهودها في مجال الأمن الغذائي، مؤكدة أن الجوع يعتبر أكثر المشاكل إيلاماً في العالم، وأن أزمة سلاسل الإمداد والتجارة العالمية وعوامل التغير المناخي فاقمت تلك المشكلة.
وقال الرئيس التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي، إن برنامج الغذاء العالمي يستهدف إنقاذ 135 مليون شخص مهدد بالوفاة جوعاً، وأن هذا العدد قد يتضاعف مع استمرار الحرب في أوكرانيا.
وأضاف: نعمل على توفير حل ناجح لأمن إمدادات الغذاء واستدامتها، وإذا لم نتحرك سريعاً فإن مشكلة الغذاء التي نعاني منها الآن ستزداد سوءاً في الأعوام المقبلة.
وفي الإطار ذاته، تحدث وزير الشؤون الاقتصادية وترقيةالقطاعات الإنتاجية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية عثمان ممادو، مشيراً إلى أن العولمة أدت إلى وجود تغير مناخي إذ تسببت هجرة السكان من القرى إلى المدن في تقليل إنتاج الغذاء في المناطق الريفية.
وأكد أن جائحة (كوفيد-19) وظاهرة تغيّر المناخ والحرب الروسية - الأوكرانية فاقمت أزمات انعدام الأمن الغذائي والفقر، والتي أصبحت تؤثر بصورة قوية على حياة الشعوب.
وحول الجهود العربية المبذولة لمواجهة هذه الأزمة، أشار رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية د.محمد الجاسر إلى أن مجموعة التنسيق العربية للمصارف والصناديق الإنمائية خصصت عشرة مليارات دولار لمساعدة الدول الأعضاء في مساعيها الرامية لحماية الأمن الغذائي استجابة لأزمة إمدادات الغذاء العالمية.
وأضاف: نعمل على زيادة جهودالمجموعة المستمرة للمساهمة في تعزيز قدرة الدول الأعضاء على الصمود في وجه الصدمات الناتجة عن مشكلة الأمن الغذائي من خلال توفير الإمدادات الغذائية والزراعية والحماية الاجتماعية ودعم سبل العيش لأكثر السكان ضعفا.
ونوه رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس باستمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بسبب اضطرابات سلاسل الإمداد العالمية والإجهاد المائي، لافتاً إلى أن البنك الدولي أصدر بيانًا مشتركًا الأسبوع الماضي مع صندوق النقد الدولي ومنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة التجارة العالمية بشأن الأمن الغذائي.
وقال: سلطنا خلاله الضوء على أهمية التجارة المفتوحة والشفافية والابتكار والتخطيط المشترك والاستثمار في نظام التحول الغذائي من خلال التحالف العالمي للأمن الغذائي.
من جهتها، تطرقت المدير العام لمنظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا، إلى أن زيادة أسعار المواد الغذائية قد تتسبب في ارتفاع فواتير واردات الغذاء العالمية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في عام 2022م لتتجاوز 1.8 مليار دولار، بنسبة زيادة 3٪ عن العام الماضي، لافتة إلى أن الدول التي تعتمد في الغالب على منطقة البحر الأسود فيما يتعلق بواردات الحبوب والبذور الزيتية شعرت بخطر انقطاع الإمدادات الناتج عن الحرب في أوكرانيا لأول مرة.