د. أحمد الكويتي

@Ahmedkuwaiti

يحتفل العالم في الخامس من أكتوبر في كل عام باليوم العالمي للمعلم توثيقا للعطاء وتقديرا للدور الذي يقوم به والرسالة السامية، التي يعمل على نشرها في تنشئة وتربية وتقديم أجيال ومدهم بالخبرات والمعارف، التي تعمل على رقي المجتمع والنهوض به.

وإذا ألقينا نظرة فاحصة على مملكتنا الحبيبة نجد حرصها الدائم في إطار رؤيتها المنشودة بالاحتفال بيوم المعلم وتقديم كل التقدير وعظيم العرفان للمعلم في رسالة من المسؤولين على إيصال أجمل المعاني لكل المعلمين، التي تشعرهم بالفخر والتميز وفي نفس الوقت نشر الوعي لدى المجتمع كرسالة مهمة تسلط الضوء لبيان أهمية تقدير الدور الذي يلعبه المعلم في حياتنا.

إن الاحتفال بهذا اليوم لهو أكبر دليل أن المعلم القائم له دور كبير في نشر المفاهيم الصحيحة، التي تعمل على تنوير العقول ونشر الثقافة، فالتعليم من أخطر المجالات والسيطرة عليه سيطرة على مستقبل الأمة والتحكم في خطواتها في كل ألوان النشاط البشري

يعتبر المعلم علامة فارقة تنقل طلابنا من الظلام إلى نور العلم، لذا يجب احترامه، فهو الذي يقوم بتشكيل عقولنا وصناعة شخصيتنا ونشر القيم والأخلاق الحميدة في مجتمعاتنا

وقد دلت التجارب الإنسانية على أن دوام تقدم الأمم والشعوب ملازم لارتقائها بالمعلم، وأن فناءها ملازم لتقليل دور المعلم أو عدم الاهتمام بالرسالة السامية، التي يقوم بها.

ويجب علينا ألا نميز معلم مرحلة تعليم دون أخرى، فمعلم رياض الأطفال والابتدائية لا يقل شأنا عن معلم المرحلة الجامعية، فكل واحد من هؤلاء له دور في صياغة أخلاق التلاميذ والطلاب وجعلهم قادرين على الاتصال المباشر بالعالم الخارجي ومستعدين للتأثر بكل ما يحمله من قيم وصد أي هجوم تخريبي من الممكن أن يجتاح عقول أبنائنا.

إن الركن الأكبر في نجاح التعليم هو المعلم، الذي ينبغي أن يعاد النظر في إعداده كل فترة زمنية وإتاحة الفرصة للنظر في القضايا المتعلقة بالمعلمين، ومتابعة كل ما يطرأ من مستجدات على الساحة وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على المعلم حتى نستطيع صياغة معلم ممتاز صياغة أدق وأن يرسم لذلك منهج جديد يحقق له عمق الثقافة وحرية الفكر لعظم تأثيره التوجيهي.

إن الإيمان بدور المعلم إيمانا جازما راسخا وأنه هو الوسيلة الرئيسة لتلقي العلم والمعرفة ونشر الأفكار والمبادئ الصحيحة يلعب دورا كبيرا في الارتقاء العقلي والروحي وتغير السلوكيات غير الأخلاقية وخلق أساس واقعي لوضع تعاليم تتناسب مع عالم الواقع وتسمو بهذا الواقع وتقوم بتغيره إذا كان فيه انحراف إلى وضعه الصحيح، الذي تستطيع البشرية بحكم طاقاتها وإمكاناتها أن تصعد إليه.

وخلاصة القول نستطيع أن نقول نهضة الأم والشعوب وتقدمها مرتبط بالمعلم في الأساس الأول، فهو القاعدة الأساسية لبناء صروح الدولة على أعمدة متينة صلبة والوصول بها إلى قمة المجد والتنمية.