وليد الأحمد

@woahmed1

في الإعلام الاجتماعي «السوشيال ميديا» لا يبدو منطقياً أن يتحول الحساب الشخصي للإنسان فجأة إلى حساب رسمي ينطق باسم جهة حكومية بمجرد أن يعين عليها كوزير أو متحدث رسمي، كما لا يبدو منطقياً أيضاً أن تخصص الوزارة حساباً رسمياً واحداً يتناوب على استخدامه الوزراء المتعاقبون.

في التحدي الأول ستختلط الآراء الشخصية السابقة أو اللاحقة لشخص الوزير، بقراراته وتفاعلاته أثناء شغله للمنصب. وحين حاولت بعض الجهات الحكومية علاج هذا التحدي، بإنشاء حساب واحد تابع لها بمعرف ثابت «اسم مستخدم واحد»، ينتقل من الوزير السابق إلى اللاحق، خلقت تحدياً جديداً وهو أن كل التغريدات القديمة في حساب تويتر مثلاً، ومن بينها تصريحات وآراء للوزير السابق بتاريخ سنوات بعيد تظهر باسم الوزير الجديد مع صورته، رغم أنه لم يقلها!

في أمريكا التي ولد فيها السوشيال ميديا يظهر الحل بسيطاً، فالحساب المشهور للرئيس الأمريكي potus وهو اختصار President of the unites state ينقل بمجرد انتهاء فترة الرئيس بذات اليوزر إلى حساب جديد لم تصدر منه أي تغريدة، ويسلم للرئيس الجديد، في حين ينتقل محتوى الحساب القديم الذي يعطى يوزر potus متبوعا برقم الرئيس ويتوقف التغريد منه ويسلم لإدارة الأرشيف الوطني لأن تغريدات الرئيس تعتبر سجلات رئاسية تخضع للقوانين المنظمة للسجلات.. وهذا يسري على جميع الحسابات الحكومية كحسابات الوزراء وغيرهم. فتجد مثلاً أن حساب أوباما وترامب مكتوب عليهما في البايو أنه يدار من الأرشيف ويمكن ملاحظة أن آخر تغريدة في الحسابات هي آخر يوم رئاسي لهما.

حساب الوزير من أصول الجهة الحكومية وليس حساباً شخصياً ينتقل مع شخص الوزير لوجهته الجديدة، لكن محتواه ينبغي أن يحفظ لكل مسؤول كلماته وآراءه وفق تواريخها منسوبة لفترة عمله، التي تعكس رؤيته وفلسفته في الإدارة وبصمته.