برز مصطلح الموضة السريعة، كأحد مسببات الانبعاثات العالمية التي تلعب دورا كبير في التغير المناخي.
وفق تقرير نشره موقع BBC، فإن صناعة الأزياء مسؤولة عن 8-10% من الانبعاثات العالمية، كما أن صنع بنطال واحد من الجينز، يتطلب ما يقرب من 8000 لتر من الماء، ويساوي هذا بالتقريب الكمية التي يشربها الشخص الواحد على مدار 7 سنوات.
القميص القطني البسيط أيضا يتطلب ما يقرب من 3000 لتر من الماء، بحسب أرقام صادرة عن موقع الأمم المتحدة.
ويقول نشطاء البيئة إن الموضة السريعة اليوم هي المسؤولة إلى حد كبير عن الحالة غير المستدامة للصناعة، فهي غير مكلفة ولكنها أنيقة، ويتم إنتاجها بثمن بخس وسرعان ما يتم التخلص منها، واستبدالها بأخرى.
ماذا نقصد بالموضة السريعة؟
يصف المصطلح الدوران السريع لاتجاهات الموضة والتحرك نحو الملابس الرخيصة ذات الإنتاج الضخم، مع إصدار خطوط جديدة باستمرار.
تقول إليزابيث كلاين، ناشطة بيئية، إن خزانات الملابس تفيض بالملابس، وتشير أبحاث أوكسفام إلى أن الشخص في بريطانيا على سبيل المثال لديه 57 قطعة غير مستخدمة.
الأثر البيئي للأزياء السريعة
يستخدم إنتاج الملابس الكثير من الموارد الطبيعية ويؤدي إلى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسؤولة عن تغير المناخ.
وبشكل عام، صناعة الأزياء مسؤولة عن 8-10% من الانبعاثات العالمية، وفقًا للأمم المتحدة، أكثر من الطيران والشحن مجتمعين.
ويقترح البنك الدولي أن تزيد مبيعات الملابس العالمية بنسبة تصل إلى 65% بحلول عام 2030 .
يأتي معظم التأثير البيئي للأزياء من استخدام المواد الخام، إذ يستخدم القطن لصناعة الأزياء حوالي 2.5% من الأراضي الزراعية في العالم، وتتطلب المواد الاصطناعية مثل البوليستر ما يقدر بنحو 342 مليون برميل من النفط كل عام.
تتطلب عمليات إنتاج الملابس 43 مليون طن من المواد الكيميائية سنويًا. وتستخدم الصناعة أيضًا الكثير من المياه.
كيفية تقليل أثر الموضة؟
أطلقت الأمم المتحدة تحدي الموضة #ActNow لتسليط الضوء على كيف يمكن للصناعة والأفراد المساعدة في تحسين التأثير البيئي للأزياء.
وتقول إن الحد من البصمة الكربونية لصناعة الأزياء هو مفتاح الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.
اجعل الملابس أكثر استدامة
أطلقت العديد من الشركات مجموعات صديقة للبيئة تستخدم المواد العضوية والمعاد تدويرها، لكن النقاد يجادلون بأن مثل هذه المجموعات لا تحل المشكلة الأكبر، وهي الاستهلاك المفرط.
بالنسبة للأشخاص الذين يحرصون على اتخاذ إجراءات فردية بشأن الأزياء المستدامة، تقول حملة Act Now إن إعادة التدوير، والتبرع بملابس غير مرغوب فيها، وإعادة تشكيلها - أو إعادة تدويرها - في بطانيات أو ملابس أخرى، بالإضافة إلى التسوق في متاجر الملابس القديمة يمكن أن تقطع شوطًا طويلاً في حل الأزمة.