قاسم الشافعي

تنحت مواقع التواصل الاجتماعي عن عالمها «الافتراضي» لتتربع على عرش الحياة الواقعية، بعد أن تجاوزت مؤخرا الأفراد والحسابات الشخصية، لتكون عنوانا يستدل به للجهات والمؤسسات، وواجهة «رسمية» تصنع من خلالها سمعة الجهة وتقييم خدماتها وعلاقتها بالجمهور والمستفيدين!

إذ تمثل مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف تطبيقاتها، حاليا «عنوان الكتاب»، الذي يعطي الطابع الأول، ويحكم على الجهة من خلاله، خاصة بعد التوسع الكبير في التطبيقات وتعدد الخيارات والتنافس في «صناعة المحتوى» الجاذب الذي يعكس هوية الجهة ورسالتها، ويواكب «مارثون» إبداع المحتويات.

وعلى الرغم من تسجيل حضور معظم الجهات لدينا على مواقع التواصل، إلا أن جزءا منها لا يزال حضوره محدودا بالنشر التقليدي، دون إبداع أو تجديد أو ابتكار في المحتوى المنشور! ويكتفي في الاهتمام بالجانب التقني والأمني، ويسند مهام عملية إدارة الحساب لأي موظف دون النظر لمهاراته وتخصصه، ودون وضع آلية أو دليل إرشادي للنشر، ما يعكس صورة سلبية عن الجهة، ويقلل من حجم إنجازاتها ويضعف من مستوى حضورها.

جميع وسائل التواصل الاجتماعي اليوم تعتمد على إنشاء المحتوى، وهو ما يعمل عليه معظم مستخدميها، إلا أن الفارق هو في طريقة «صناعة المحتوى الإبداعي» المتميز عن العادي باحترافيته وسرعة تأثيره وتفاعل الجمهور معه، الذي أصبح أيضا حاجة ملحة وضرورة لكل جهة ومنظمة وليس ترفا، إذ لا يقتصر على الكتابة، وإنما الأفكار وإنتاج المواد وطريقة صياغتها لتحقيق الغاية الأولى من الحضور في تلك المواقع التواصل، بتعزيز التواصل الفعال مع المستفيدين والجمهور وتسويق المنتجات وإبراز الجهود والمنجزات.

إضافة مهمة صانع المحتوى كوظيفة أساسية، يتم استحداثها وإضافتها للهياكل التنظيمية تحت الأقسام الإعلامية، ووجود فريق متخصص في «صناعة المحتوى الإبداعي» أصبح ضرورة لكل جهة، وذلك لتختصر على نفسها صفحات كثيرة من الملفات التسويقية التقليدية وتبرز حضورها بشكل متجدد.

@qasimtv