اليوم - الدمام

مجلس الأمن: مطالب الميليشيا المتطرفة أعاقت الجهود الأممية للتوسط بالاتفاق

‬أعربت واشنطن عن قلقها العميق إزاء انتهاء الهدنة الإنسانية في اليمن التي رعتها الأمم المتحدة، الأحد الماضي الموافق 2 أكتوبر الحالي، دون أن تتمكن الأطراف من التوصل إلى اتفاق لتحديثها، حاثة ميليشيا الحوثي على التفاوض بحسن نية من أجل تمديدها، وشددت على أنها تمثل أفضل فرصة للسلام أتيحت لليمنيين منذ سنوات.

دعم أمريكي

وزارة الخارجية الأمريكية رحَّبت في بيان، أمس الخميس، بدعم الحكومة اليمنية الشرعية لاقتراح الهدنة الموسعة الذي تقدمت به الأمم المتحدة، إلى جانب الدعم القوي والمستمر من دول المنطقة ومجلس الأمن الدولي والشركاء الدوليين، ما يشكل دعمًا للهدنة التي تعتبر شاهدًا على إمكانية وضع اليمن على طريق السلام والتعافي.

وحثت الولايات المتحدة ميليشيات الحوثي المدعومة من نظام إيران على مواصلة المفاوضات بحسن نية والعمل مع الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق يمدد الهدنة، ويُبقي البلاد على طريق السلام، وطالبت أيضًا جميع الأطراف على ضبط النفس في خلال هذه الفترة الحرجة، مشددة على عدم قبول خطاب الانقلابيين الإرهابي الذي يهدد الشحن التجاري وشركات النفط العاملة في المنطقة.

وقالت الخارجية الأمريكية: إن الهدنة الإنسانية تمثل أفضل «فرصة للسلام أتيحت للشعب اليمني منذ سنوات»، ولفتت إلى أن الخيار المطروح أمام الأطراف بسيط، وتابعت: «الخيار يقع بين السلام ومستقبل أكثر إشراقًا لليمن، أو العودة إلى الدمار والمعاناة، ما سيصدع بالبلد الموجود على شفير الهاوية، ويعزله أكثر»، وأضافت: «الطريقة الوحيدة التي تتيح تخفيف معاناة اليمنيين هي من خلال المفاوضات وليس الحرب».

تصريحات بلينكن

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة خارجية تشيلي أنتونيا أوريخولا، ليل الأربعاء/ الخميس، أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تعملان عن كثب لتمديد الهدنة في اليمن. بحسب ما أوردته وزارة الخارجية الأمريكية.

وبينما تأتي تصريحات الوزير بلينكن وهو في طريقه لحضور الاجتماع السنوي العام لمنظمة الدول الأمريكية بالعاصمة البيروفية ليما، حمّل مجلس الأمن الدولي الحوثيين مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق هدنة في اليمن، مشددًا على أن مطالب الحوثيين المتطرفة في الأيام الأخيرة من المفاوضات لتمديد الهدنة في اليمن أعاقت جهود الأمم المتحدة للتوسط في الاتفاق، مما يخاطر بعواقب سلبية، ومؤكدين ضرورة تجنب استئناف الأعمال العدائية داخل اليمن وكذلك الهجمات داخل المنطقة وعلى البحر الأحمر.

ودعا أعضاء مجلس الأمن الدولي، في بيان صحفي ليل الأربعاء/ الخميس، بشكل عاجل الأطراف اليمنية، لا سيما الحوثيين، إلى الامتناع عن الاستفزاز، وإعطاء الأولوية للشعب اليمني، والعودة إلى الانخراط البنّاء في المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، والعمل بشكل عاجل من أجل تمديد وتوسيع الهدنة، معربين عن خيبة أملهم الشديدة بعد انتهاء مهلة 2 أكتوبر لتمديد الهدنة في اليمن.

إعادة الهدنة

وأكد أعضاء مجلس الأمن الدولي على توقعهم أن يجد الطرفان طريقًا للمضي قدما لإعادة الهدنة، مشيرين إلى أن الأشهر الستة الماضية قد جلبت مزيدًا من الهدوء والأمن أكثر من أي وقت في السنوات الثماني الماضية، بما في ذلك انخفاض حاد في الخسائر بين المدنيين، فضلا عن جهود الحكومة اليمنية لتمكين تدفق الوقود إلى الحديدة والرحلات التجارية من وإلى صنعاء.

وقال الأعضاء: إنه مع تمديد الهدنة، فإن هذه الفوائد للشعب اليمني ستستمر في الازدياد، بما في ذلك رواتب المعلمين والممرضات وموظفي الخدمة المدنية، وفتح الطرق في تعز وجميع أنحاء البلاد، وتوسيع الرحلات الجوية الدولية، والتأكد من تدفق الوقود بحرية أكبر إلى ميناء الحديدة، وجددوا دعمهم للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مشددين على أن التمديد سيوفر أيضًا فرصة للتوصل إلى وقف إطلاق النار وفي نهاية المطاف إلى تسوية سياسية شاملة بقيادة يمنية.

وأفادوا بأن العودة إلى الدخول في مفاوضات وإعادة الهدنة هي الطريق نحو إنهاء هذه الحرب بشكل دائم وحل أزمات اليمن الإنسانية والاقتصادية، وأعربوا عن قلقهم العميق من الخطاب الذي يهدد عمدا المفاوضات والإجراءات التي أعاقت الاستقرار الاقتصادي في اليمن.