اليوم - رويترز

وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن تهديد نظيره الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية، أنه الأكبر من نوعه منذ أزمة الصواريخ الكوبية، في وقت تواجه فيه القيادة العسكرية الروسية انتقادات علنية نادرة في الداخل، من أدائها في أوكرانيا.

ويقول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قوات بلاده تستعيد بسرعة المزيد من الأراضي، خاصة في جنوب البلاد، وسط تدهور يشهده الغزو الذي بدأه بوتين قبل سبعة أشهر.

وقال بايدن إن الولايات المتحدة تحاول استكشاف خطة بوتين للخروج من الحرب، محذرًا من أن الرئيس الروسي لا يمزح عندما يتحدث عن استخدام محتمل لأسلحة نووية تكتيكية، أو أسلحة بيولوجية أو كيماوية، لأنه يمكن القول إن أداء جيشه متراجع بشكل ملحوظ.

تهديد مباشر

أضاف بايدن مخاطبًا مانحين للحزب الديمقراطي في نيويورك، أمس الخميس: لأول مرة منذ أزمة الصواريخ الكوبية، لدينا تهديد مباشر باستخدام الأسلحة النووية، إذا ظلت الأمور على المسار نفسه الذي تمضي فيه.

وأضاف: لم نواجه احتمال اندلاع أرماجيدون (معركة فاصلة) منذ كنيدي وأزمة الصواريخ الكوبية.

وخلال الأزمة التي تعود لعام 1962، كانت الولايات المتحدة في عهد الرئيس جون كنيدي والاتحاد السوفييتي بقيادة زعيمه نيكيتا خروتشوف، قاب قوسين أو أدنى من استخدام أسلحة نووية على خلفية نشر صواريخ سوفييتية في كوبا.

ويحذر بوتين، الذي يحتفل اليوم الجمعة بيوم ميلاده السبعين، من أنه بصدد استخدام كل الوسائل الضرورية، بما في ذلك ترسانته النووية، لحماية الأراضي الروسية، التي ضم إليها أربع مناطق أوكرانية مؤخرًا.

وفي تصريحات لمعهد لوي الأسترالي، قال زيلينسكي إن على حلف شمال الأطلسي شن ضربات وقائية ضد روسيا لمنعها من استخدام الأسلحة النووية.

حرب عالمية أخرى

وندد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، بما قاله زيلينسكي، واعتبره دعوة لإطلاق حرب عالمية أخرى ستكون عواقبها وخيمة ولا يمكن التنبؤ بها، بحسب وكالة الإعلام الروسية.

*ماذا فعلتم؟

ضمت روسيا مناطق دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا، وهي مناطق تمثل معًا نحو 15% من مساحة أوكرانيا، بعدما أجرت ما قالت إنها استفتاءات.

وقال زيلينسكي في خطاب مصور أمس الخميس، إن قوات كييف استعادت أكثر من 500 كيلومتر مربع وعشرات التجمعات في خيرسون، منذ بداية أكتوبر.

وأضاف: هناك نجاحات في الشرق أيضًا. سيأتي بالتأكيد اليوم الذي سنتحدث فيه عن نجاحات في منطقة زابوريجيا (بالجنوب)، في المناطق التي لا يزال المحتلون يسيطرون عليها.

ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من التقارير عن العمليات على الأرض.

واستعادت القوات الأوكرانية السيطرة على آلاف الكيلومترات المربعة منذ بداية سبتمبر، حيث انهار خط الجبهة الروسي، في الشمال الشرقي بداية، ثم الجنوب في الأيام الأخيرة.

وفي انتقاد علني نادر لكنه متزايد لكبار المسؤولين العسكريين الروس، قال كيريل ستريموسوف، نائب رئيس الإدارة المدعومة من روسيا لمنطقة خيرسون، إن الجنرالات والوزراء في موسكو فشلوا في استيعاب المشكلات على الخطوط الأمامية.

ولم يصدر تعليق حتى الآن من وزارة الدفاع الروسية.

حالة من الاستياء

وبدأت حالة الاستياء تطفو حتى بين المذيعين الموالين للحكومة على التلفزيون الرسمي الحكومي.

وقال فلاديمير سولوفيوف، وهو أحد أشهر مقدمي البرامج الحوارية الروسية، عبر قناته أرجو أن تشرحوا لي ما الفكرة العبقرية لدى هيئة الأركان العامة الآن؟.

وتحدث عن القوات الأوكرانية قائلًا هل تعتقدون أن الوقت في صالحنا؟ لقد زادوا بشكل هائل كمية الأسلحة التي بحوزتهم.. ولكن ماذا فعلتم أنتم؟.

*تقدم في زحف واسع

في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، حيث استعادت القوات الأوكرانية مساحة كبيرة من الأراضي في سبتمبر، قال المسؤول بالشرطة سيرهي بولفينوف إن السلطات عثرت على جثث 534 مدنيًا، بينهم 19 طفلًا بعد مغادرة القوات الروسية.

وشمل العدد الإجمالي 447 جثة عُثر عليها في إيزيوم، وقال بولفينوف إن المحققين عثروا على 22 غرفة تعذيب، ولم يصدر تعليق بعد من روسيا.

وقال حاكم إقليمي أمس الخميس، إن صاروخًا دمر مبنى سكنيًّا في مدينة زابوريجيا، بالمنطقة التي تحمل الاسم نفسه، والتي أعلنت روسيا ضمها.

وقالت خدمة الطوارئ الأوكرانية في بيان، إن فرق الإنقاذ انتشلت 11 جثة، وأنقذت 21 شخصًا من تحت أنقاض المباني التي دمرت في هجمات صاروخية هناك.

ضربات صاروخية

وفي كلمة عبر الإنترنت لندوة بشأن الأمن والطاقة عقدها منتدى (المجتمع السياسي الأوروبي) الجديد، اتهم زيلينسكي موسكو باستهداف الموقع نفسه مرتين لقتل فرق الإنقاذ التي وصلت بعد الهجوم الأول.

وأضاف: في زابوريجيا، بعد الضربة الصاروخية الأولى اليوم، عندما جاء الناس لرفع الأنقاض، شنت روسيا ضربة صاروخية ثانية. إنها خسة مطلقة، وشر مطلق.

وتقول روسيا إنها لا تستهدف المدنيين.

وأفادت وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية بأن صاروخًا أوكرانيًّا أصاب حافلة في مدينة خيرسون التي تسيطر عليها روسيا، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة ثلاثة.

وقال الجيش الأوكراني في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، إن القوات الروسية نفذت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 8 هجمات صاروخية، و15 هجومًا جويًّا، وأطلقت أكثر من 70 رشقة من قاذفات صواريخ متعددة الفوهات في خيرسون.