حسام أبو العلا – القاهرة

حذر عدد من السياسيين والبرلمانيين الليبيين من خطورة إعادة فتح ملف المرتزقة مجددا بعدما أصابه الجمود خلال المرحلة الماضية، مؤكدين في تصريحات لـ«اليوم» أن عودة هؤلاء المرتزقة لدعم الحكومة غير الشرعية في الغرب يعقد الحل السياسي للأزمة الليبية ويفرض الحل العسكري.

قال السياسي رضوان الفيتوري: ما حدث خلال الأيام الماضية بنقل دفعات جديدة من المرتزقة إلى الغرب الليبي يؤكد استمرار الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة عبد الحميد الدبيبة في اختطاف العاصمة ورفض تسليم السلطة للحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا ما يعقد الحل السلمي ويفرض المواجهة المسلحة وهو ما يعرقل إنهاء المرحلة الانتقالية وإقامة الانتخابات وإطالة أمد الوصول إلى حل حاسم للأزمة اللييبة.

وأضاف عضو البرلمان الليبي علي التكبالي: استمرار وجود القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا يتنافى مع كافة القواعد والمعاهدات الدولية التي تمنع تدنيس سيادة الدول بقوات من دول أجنبية.

مؤكدا أن خروجهم كان بادرة أمل للحل السلمي للأزمة الليبية ولكن عودتهم مرة أخرى يؤكد إصرار أطراف الأزمة في المنطقة الغربية على إشعال القتال مجددا وفرض الحرب مرة أخرى في وقت ينشد فيه الليبيون السلام والاستقرار وطي صفحة الفوضى التي يعانون منها منذ 2011.

وشدد الباحث في الشؤون الليبية محمد فتحي الشريف على أن الصمت الدولي على وجود المرتزقة واستمرار دعمهم لحكومة الدبيية غير الشرعية التي ترفض تسليم السلطة وتتحصن بالمليشيات في العاصمة يؤكد رغبة المجتمع الدولي في استمرار التناحر في ليبيا، ما يشير إلى أن هذا الوضع الليبي الكارثي يصب في مصلحة بعض الدول التي تنهب خيرات ليبيا.

يذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أوضح أن تركيا نقلت دفعة جديدة من مرتزقتها في شمال سوريا إلى غرب ليبيا. وأفاد المرصد السوري، عبر حسابه الرسمي، بأن طائرة عسكرية تركية على الأقل، نقلت مرتزقة من الجنسية السورية إلى ليبيا.

ووفقًا للمعلومات التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الطائرة انطلقت مساء الأربعاء الماضي، من مطار العاصمة التركية أنقرة، على متنها دفعة جديدة من المرتزقة السوريين الذين تجندهم المخابرات التركية في ليبيا، حيث وصلت مصراتة في ليبيا، لإقحامهم في الحرب الليبية.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أشار في وقت سابق، إلى أن استياء وغضبًا عارمًا في أوساط المرتزقة من الجنسية السورية في ليبيا بسبب التمييز بين المرتزقة من القيادات والعناصر.

على صعيد متصل، أكد رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا خلال لقائه المبعوث الألماني الخاص لدى ليبيا كريستيان باك وسفير ألمانيا لدى ليبيا ميخائيل أونماخت مساء الجمعة، ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لإنهاء المراحل الانتقالية والبدء في بناء الدولة الليبية. وقال باشاغا في حسابه على تويتر إنه جرى خلال اللقاء الحديث حول التطورات السياسية في البلاد.

وفي السياق ذاته، التقى رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح المبعوث الألماني الخاص إلى ليبيا والسفير الألماني، وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب عبدالله بليحق إنه جرى خلال اللقاء الذي عقد في مدينة القبة بحث تطورات الأوضاع في ليبيا وسُبل وضع الترتيبات اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.