شهد بالحداد - الرياض

بعد 10 أيام حافلة بالفعاليات المتنوعة والإقبال الجماهيري الكبير

أغلق معرض الرياض الدولي للكتاب «أضخم حدث ثقافي في عام 2022» صفحات كتابه مساء أمس السبت، بعد 10 أيام شكلت رحلة معرفية متكاملة لزواره، حاكتها وزارة الثقافة ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة، وذلك من خلال تقديم 1200 دار نشر ودور بالوكالة تمثل 32 دولة، إضافة إلى برنامج ثقافي تضمن 71 جلسة وندوة حوارية، و7 أمسيات شعرية، و9 حفلات موسيقية، و6 مسرحيات محلية وعالمية، و22 ورشة تدريبية، و20 عرضا حيا للطهو، وجناح للطفل يحمل 55 فعالية، وفعاليات وأنشطة تمثل 16 قطاعا ثقافيا.

وتزين المعرض بضيف شرف هذا العام «تونس الشقيقة»، وذلك عبر جملة من الفعاليات في التراث والثقافة التونسية، واستضافة كبار المفكرين والأدباء والمثقفين والمختصين في الثقافة والتراث التونسي، إضافة إلى حفلات غنائية وأمسيات شعرية.

وأقيم المعرض على مساحة 70 ألف متر مربع، ليكون أكبر معارض الكتاب في تاريخ المملكة، ضمن مبادرة «معارض الكتاب» التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة، وجاء تحت عنوان «فصول الثقافة»، كونه يوظف كل المجالات الثقافية ضمن برامجه.

رقمان قياسيان

وسجل المعرض لهذا العام رقمين قياسيين في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، تمثلا في أكبر كلمة مكونة مما يزيد على 7000 كتاب شكلت في مجموعها كلمة «ترجم»، إضافة إلى أكبر كتاب منبثق في العالم، لتأكيد أهمية وجود الكتب في حياة الأطفال، ويعكس الكتاب «العرضة السعودية» أحد عناصر قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي في اليونسكو، وذلك احتفاء بتراث المملكة، والتاريخ السعودي، والاعتزاز به عالميا.

دورة استثنائية

الزوار أكدوا استثنائية المعرض لهذا العام، وقال عبدالعزيز المنيع إن المعرض يمتاز هذا العام بتوسعه وتنوعه، إضافة إلى الدول المختلفة المشاركة فيه، موضحا أن أي دارس وطالب علم ومحب للثقافة سيستمتع حين زيارة المعرض، وسيجد ما يبحث عنه من خلال العناوين المتنوعة المقدمة فيه، من كتب وروايات وكتب علمية وأدبية، مشيدا بالاهتمام بجوانب تعليم الأطفال والتركيز عليهم في المعرض بمشاركة لافتة من مصر والأردن.

فرصة الاطلاع

وأكدت الزائرة نورا الشمري أن المعرض يستحق القدوم إليه من مختلف المدن والدول، فقد كان زاخرا بالكتب ودور النشر، كما أتاح لها فرصة الاطلاع على أكبر عدد من دور النشر والمكتبات كون بعض المناطق تفتقر إلى هذه المكتبات، مشيرة إلى أن الإصدارات فيها توسع ما يساعد في تطوير الخبرة وتوسيع المدارك، وأضافت: المعرض أتاح البحث والسؤال وأعطى شعورا جيدا لجمعه بين القراء والأشخاص الذين يشاركوننا نفس الاهتمامات.

أسعار الكتب

وأوضح الزائر يحيى الغامدي أن أجمل ما في زيارة معرض الكتاب وخصوصا هذا العام هو توافر إصدارات كانت لا تتوافر سابقا في المملكة، وأصبح هناك توسع فكري أكثر من ذي قبل، مشيرا إلى أن هناك دور نشر تشارك لأول مرة، وأن هناك نتاجا فكريا جديدا وكبيرا ومتنوعا، منوها إلى أن أسعار الكتب مرتفعة قليلا وليست كما عهدنا أن معارض الكتاب تتميز بأسعارها المنخفضة، ولكن في المقابل هناك دور نشر عديدة قدمت عروضا وتخفيضات وخصوصا في الأيام الأخيرة، لذلك «من الجيد زيارة المعرض في آخر الأيام للحصول على الخصومات والأسعار المخفضة».

الكتب الورقية

وترى شادن الوبران أن هناك فرصة للتفاوض في الأسعار مع البائعين في دور النشر وخصوصا الدور القادمة من خارج المملكة، وهذه ميزة المعرض، بعكس أن يتم الشراء من مكتبة معينة خارج المعرض لأن الأسعار غالبا ما تكون ثابتة، موضحة أن حبها لقراءة الكتب الورقية بالطريقة التقليدية هو ما جعل زيارتها للمعرض بمثابة «العثور على كنز»، مؤكدة أن الورق دائما ما يعطي شعورا جيدا ويساعد في الدخول إلى عالم الكتاب، إضافة إلى أنها تحب أن تحدد ما يعجبها من جمل وفقرات في الكتب، الأمر الذي لا تتيحه الأشكال الأخرى من الكتب.

تنظيم باهر

وذكرت سمر العلي أن تنوع البرامج الثقافية يستحق الإشادة، إذ إنها جذبت المهتمين من مختلف المجالات، فهناك الأزياء والتمثيل والمسرح والموسيقى وغيرها، كما أن هناك تركيزا ملحوظا على جوانب التراث والاهتمام به، إضافة إلى مشاركة هيئة التراث بجناح جاذب، ما يؤكد التكامل ما بين الهيئات الثقافية، وأضافت: سعيدة أن هذا المعرض موجود في بلدي، ومتحمسون أن يجوب جميع مناطق المملكة، وذلك لاكتساب زوار أكثر وإشباع فضول القراء من مختلف المدن.

وأشادت بالتنظيم الباهر وخصوصا داخل المعرض وحسن التعامل من قبل المنظمين والمتطوعين، والتوسعة التي أتاحت للزوار توسعة آفاقهم معها، وأنه بالرغم من الأعداد الهائلة فإنه لم يشهد تدافعا أو تزاحما أو عرقلة سير بين الزوار.

نوافذ ثقافية

وتستعد هيئة الأدب والنشر والترجمة لتنظيم معرض جدة الدولي للكتاب خلال الفترة من 8 - 17 ديسمبر المقبل، وذلك ضمن مبادرة «معارض الكتاب» إحدى المبادرات الإستراتيجية للهيئة، التي تعمل من خلالها على التوسع في إقامة معارض الكتاب بالمملكة، بوصفها نوافذ ثقافية تجمع صناع الأدب والنشر والترجمة من المؤسسات والشركات المحلية والدولية مع القراء والمهتمين، بالإضافة إلى البرامج الثقافية الثرية المصاحبة لهذه المعارض، لتوفر تجربة ثقافية متكاملة لمختلف أطياف المجتمع.

وتسعى الهيئة إلى مشاركة واسعة من دور النشر بما يتجاوز 600 دار، إضافة إلى إعداد برنامج ثقافي شامل بمشاركة الهيئات الثقافية يضم العديد من الأنشطة والفعاليات المصاحبة، كما تعمل على تنظيم مؤتمرين في جدة بالتزامن مع المعرض، سيتناول الأول منها مجال النشر الرقمي، فيما سيتطرق الثاني إلى مجال الخيال العلمي، بمشاركة من الخبراء والمتخصصين في هذين المجالين.

الإقبال أكد استمرار الكتاب الورقي في الصدارة رغم منافسة الرقمي

الفعاليات تسجل رقمين في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية

الزوار: دورة استثنائية امتازت بالتنوع المعرفي والتوسع الإيجابي

دور النشر جذبت جمهور القراء بالخصومات والأسعار المخفضة