ترجمة: إسلام فرج

تساءل موقع «بروجيكت سينديكيت» عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مأزق بسبب النتائج التي وصلت إليها المعارك في أوكرانيا.

وعرض الموقع لآراء بعض الخبراء المتخصصين في محاولة للبحث عن إجابة.

غياب الإجابات

قال روبرت دي كابلان، الأستاذ بمعهد أبحاث السياسة الخارجية: «إن بوتين في خطر وليس لديه إجابات تقليدية لمعضلته في ساحة المعركة»، مضيفا: «جنوده ليسوا متحمسين، والمجندين الجدد سيكونون أقل من ذلك، معداته وأسلحته أدنى مما يرسله الأمريكيون إلى الأوكرانيين، ومن المحتمل أن يواصل خسارة الأراضي».

وحول إمكانية استخدام سلاح نووي تكتيكي، قال كابلان: «إن هذا سؤال شكسبيري أكثر من كونه سؤالًا جيوسياسيًا، لأنه سيتخذ قراره بمفرده وبدافع الخوف من عواقب أسوأ».

وأردف: «يشير التاريخ الروسي إلى أنه إذا تعرضت البلاد لهزيمة مذلة تحت قيادته، فقد يتم إقصاؤه من السلطة، وإذا تمت إزالته من السلطة، فمن المحتمل أن يفقد حياته».

قلق بوتين

من جهتها، قالت «خابيفا، الأستاذة في معهد «جورجيا» للتكنولوجيا: «فشل الجيش الروسي في تحقيق نصر سريع في أوكرانيا والاستياء من التعبئة يفاقمان قلق بوتين»، وزادت: «نجح الكرملين تاريخيًا في إبقاء صراعاته على السلطة داخلية، اليوم، ينتقد اليمينيون المتطرفون نظام بوتين بسبب عدم استعداده المفترض لارتكاب فظائع كافية لإخضاع أوكرانيا».

وتابعت: «لكنني لا أعتقد أن أيًا من هذه العوامل المحلية ستحدد ما إذا كان بوتين سينشر أسلحة نووية في أوكرانيا، فهو يستخدم الابتزاز النووي لأنه يعتقد أن الغرب لن يخاطر بحرب نووية مهما حدث».

الرئيس الروسي ووزير دفاعه خلال احتفال للجيش في العاصمة موسكو (رويترز)

التصعيد للخروج من المتاعب

مدير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية «مارك ليونارد»، يقول: «الرئيس الروسي يقظ باستمرار بشأن التهديدات الداخلية والخارجية لنظامه»، وأردف: «أحدث موقف لبوتين وهو التعبئة الجزئية والضم غير القانوني لأربع مقاطعات أوكرانية هو سمة من سمات نهجه في مواجهة الشدائد وهو التصعيد للخروج من المتاعب».

وأضاف: «هذا يفسر سبب اعتقاد البعض أن الولايات المتحدة تحاول تسليح أوكرانيا بما يكفي فقط لدفع روسيا إلى التراجع دون تحقيق نصر كارثي يمكن أن يستفز بوتين للجوء إلى الأسلحة النووية».

ظلال من الشك

بينما قالت أنجيلا ستينت، الزميلة البارزة غير المقيمة في معهد «بروكينجز»: «تبدو قبضة بوتين على السلطة اليوم أقل أمانًا مما كانت عليه عندما أعلن عن (عمليته العسكرية الخاصة) في أوكرانيا في 24 فبراير».

ولفتت إلى أن إن معارضته على خلفية إعلان التعبئة الجزئية من قبل المجندين المحتملين، وكذلك الانتقادات العلنية من قبل زملائه الأكثر تشددًا، الذين يدافعون عن نهج أكثر عدوانية في أوكرانيا تستخدم الأسلحة النووية، ألقت بظلال من الشك على أمن منصبه باعتباره القائد الأعلى.

وختمت قائلة: «مع ذلك، يواصل بوتين الحفاظ على مقاليد السلطة في نظام شخصي للغاية حيث تغيب المؤسسات وتكثر أدوات القمع، إذا استمر الأوكرانيون في تحرير المناطق التي تسيطر موسكو، وفشلت التعبئة في تحسين ثروات روسيا خلال الأشهر القليلة المقبلة، يمكن أن يضعف موقف بوتين أكثر».