صفاء قرة محمد - بيروت

الوزير اللبناني السابق لـ«اليوم»:

يجزم الوزير السابق سجعان قزي بأن «إيران وصنيعتها في لبنان «حزب الله» مأزومان سياسيا وعسكريا، خاصة بعد تورط روسيا في الحرب» والانتفاضة الشعبية الواسعة، التي انطلقت ضد الملالي.

ويشدد على أنه «لا توجد مؤشرات للقول بإمكانية حصول انتخابات رئاسة الجمهورية ضمن المهل الدستورية»، حاسما بأنه «لا حظوظ لجبران باسيل بالوصول إلى الرئاسة، فلا إنجازات سيكملها والعقوبات تثقل كاهله». محذرا من أن يسمح الفراغ الرئاسي لبعض الأطراف اللبنانية بوضع يدها على البلد، ويوجد نوع من إدارات أو سلطات محلية، فإلى نص الحوار:

برأيك، هل سيتم انتخاب رئيس للبنان قبل انتهاء ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون؟

ـ حتى الساعة لا توجد مؤشرات للقول بإمكانية حصول انتخابات رئاسة الجمهورية ضمن المُهل الدستورية، وهذا الأمر ناتج عن تعقيدات مختلفة، بالأساس هنالك قرار عند بعض الكتل لا سيما الأحزاب، التي يُطلق عليها الممانعة الإيرانية - السورية بعدم القبول بأي رئيس جمهورية لا يسلم بالأمر الواقع الخاص بهم وبسلاحهم وبحرية التصرف وبالسيطرة على الجنوب والقرار الوطني، وأضيف إلى ذلك مسألة المفاوضات الحدودية، التي تعقدت وتعقد معها ملف الرئاسة، لأن مضمون المفاوضات قد يتغيّر مع الرئيس الجديد، الذي لا نزال نجهل توجهاته. أما السبب الثالث، فهو يتعلق بالتطورات، التي تحصل في العالم بالرغم من بعدها الجغرافي عن لبنان مثل أوكرانيا وروسيا، لديها تأثير مباشر على لبنان نظراً لارتباط الدول، التي تهتم عادة بلبنان بهذه الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا، مما يجعل اهتمام هذه الدول بلبنان أضعف مما كان قبل ذلك. أما السبب الرابع فهو يتجلى في الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية تفتقر إلى التميّز أو أن هنالك اسما يفرض نفسه على النواب لانتخابه. هذه الأسباب تجعلنا غير متفائلين باحتمال انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهل الدستورية.

إلى أي مدى سيستفيد «حزب الله» الفراغ الرئاسي بالتزامن مع تعثر مفاوضات الترسيم؟

ـ هنالك رأيان، فرأي يعتبر أن ما يحصل يصب في مصلحة «حزب الله»، ولكن عند النظر إلى الصورة بشموليتها الإقليمية والدولية نجد أن إيران في وضع دقيق، خاصة بعد الانتفاضة التي انطلقت في عموم إيران، كما أن روسيا الحليف الأساسي بات وضعها خطيرا جداً ونظام بوتين مهدد، ثانياً، العلاقات مع الغرب قد توترت، كما أن العلاقة مع فرنسا شابها التوتر المفضوح، ثالثاً ميثاق فيينا شبه مجمد، رابعاً، تم حصر دورها في العراق وسوريا وفي لبنان لا يملك «حزب الله» علاقات مع أحد. بالنظر إلى الصورة الأكثر شمولية للواقع الراهن، نجد أن إيران و«حزب الله» مأزومان سياسياً وعسكرياً.

ما السبب المباشر، الذي قد يحسم انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟

ـ لطالما كانت عملية انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية هو نتيجة تلاقٍ لبناني - لبناني، ولبناني - أجنبي، في الوقت الحاضر هذان الوفاقان غائبان، فلا يوجد تلاقي لبناني - لبناني، ولا يوجد تلاقٍ لبناني - أجنبي، مما يجعل الانتخابات وكأنها لم يختمر موعد حصولها، تماماً مثلما يحصل أثناء تأليف الحكومات كانت الأزمة الحكومية تحتاج إلى أشهر وأحياناً سنة، لأن القرار الإقليمي واللبناني لم يكن جاهزاً، وعندما يجهز عندها تتألف الحكومة، وهذا ما حصل قبيل انتخاب عون لرئاسة الجمهورية، فعندما أصبحت هنالك تسوية لبنانية - لبنانية، حصل الانتخاب آنذاك. أخشى أن يسمح الفراغ لبعض الأطراف اللبنانية بوضع يدها على البلد وتوجد نوعا من إدارات أو سلطات محلية.

هل من حظوظ حقيقية لجبران باسيل في خلافة عون في رئاسة الجمهورية؟

ـ لا أعتقد أن لباسيل حظوظا لرئاسة الجمهورية، من بعد عهد الرئيس عون كان من الممكن أن يحصل ذلك لو نجح عهد عون، ليكمل باسيل إنجازات سلفه، إلا أن السؤال أي إنجاز يريد أن يكمل الطاقة، أم الكهرباء، السدود أم العلاقات الدولية، أم ترسيم الحدود؟. الظروف غير مواتية لتولي باسيل رئاسة الجمهورية، بالإضافة إلى العقوبات الدولية المفروضة عليه تثقل كاهله.

ولن يكون هنالك أي فريق لبناني خارج المعادلة السياسية، قد يكونون خارج الحكومة أو القرار السياسي إلا أن هذه أحزاب موجودة على الأرض ولديها شعبية، فلا يمكن إلغاء وجودها إلا أن دورها قد يضعف إذا وصل رئيس وحكومة معارضة لها.