شعرت ديون ويليامسون ضابط بالبحرية الأمريكية، بالخدر العاطفي بعد جولة في أفغانستان عام 2013، ما أصابها بالارتباك والاكتئاب وفقدان الذاكرة والإرهاق المزمن.
بينما تسعى وزارة الدفاع الأمريكية لمواجهة معدلات الانتحار المتصاعدة بين الرتب العسكرية، تسلط بعض التجارب الضوء على حقائق أفراد الخدمة الذين يسعون للحصول على مساعدة الصحة العقلية، مثلما حدث مع ويليامسون
بالنسبة لمعظم الناس، فإن مجرد الاعتراف بصعوباتهم قد يكون أمرًا مخيفًا، وما يأتي بعد ذلك يمكن أن يكون محبطًا.
وجدت ويليامسون البالغة من العمر 46 عامًا، الاستقرار في نهاية المطاف من خلال مكوثها في المستشفى لمدة شهر وبرنامج علاجي يتضمن ركوب الخيل، لكنها اضطرت للقتال على مدار سنوات للحصول على المساعدة التي تحتاجها.. ورغم ذلك فإن غيرها لا يمكنه الصمود.
حالات انتحار في زيادة مستمرة
زادت حالات الانتحار بين أفراد الخدمة العسكرية الفعلية في أمريكا بأكثر من 40% بين عامي 2015 و2020، وفقًا لبيانات وزارة الدفاع الأمريكية.
وقفزت الأرقام بنسبة 15% في عام 2020 وحده، في أماكن مثل ألاسكا، حيث يتعامل أفراد الخدمة مع العزلة الشديدة والمناخ القاسي.
وخلصت دراسة أجراها مشروع تكلفة الحرب في عام 2021 إلى أنه منذ 11 سبتمبر، توفي أربعة أضعاف عدد القتلى من العسكريين والمحاربين القدامى عن طريق الانتحار مقارنة بعدد الذين لقوا حتفهم في القتال.
تُفصّل الدراسة عوامل الإجهاد الخاصة بالحياة العسكرية: التعرض الشديد للصدمات النفسية والجسدية والمعنوية، والإجهاد والإرهاق، وصعوبة الاندماج في المجتمع المدني، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إنشاء لجنة مستقلة لمراجعة برامج الصحة العقلية والوقاية من الانتحار للجيش.
لم يرد البنتاغون على الطلبات المتكررة للتعليق على الدراسة، لكن أوستن أقر علنًا بأن عروض الصحة العقلية الحالية، بما في ذلك مكتب الدفاع لمنع الانتحار الذي أنشئ في عام 2011، أثبتت أنها غير كافية.
إرشادات جديدة
أصدر الجيش الأمريكي إرشادات جديدة لقادته في العام الماضي، حول كيفية التعامل مع مشكلات الصحة العقلية بين الرتب.. لكن لا تزال هناك تحديات شاقة وطويلة الأمد.
يخشى العديد من الجنود من وصمة الاعتراف بقضايا الصحة العقلية ضمن الثقافة العسكرية الداخلية، وأولئك الذين يطلبون المساعدة غالبًا ما يجدون أن وصمة العار ليست حقيقية فحسب، بل تتفاقم بسبب العوائق البيروقراطية.
تتفاقم الضغوط في ألاسكا بسبب نقص المعالجين على الأرض، حيث يعاني العاملون في مجال الرعاية الصحية من نقص في الموظفين والإرهاق ولا يمكنهم رؤية المرضى في الوقت المناسب، إذا طلب جندي المساعدة، فغالبًا ما يتعين عليهم الانتظار أسابيع للحصول على موعد.
ليس فقط في ألاسكا
الرقيب أنطونيو ريفيرا، المحارب المخضرم البالغ من 48 عامًا، والذي تواجد في عدة دول مع الجيش الأمريكي، قال أعلم أنني بحاجة للمساعدة.. لقد انتظرت طويلًا بما يكفي، لا أريد أن يعاني أطفالي لأنني لن أحصل على مساعدة.
يقول ريفيرا إنه يمارس اليوجا، لكنه بحاجة إلى المزيد، وفي الوقت نفسه يتردد في طلب المساعدة داخل الجيش.