أحمد البشري

عندما أتأمل في حال أقراني، يؤسفني ما أراه في بعضهم من عشق للمظاهر وهبوط في الطموح، وعدم وضوح في الرؤية والهدف، حتى وإن كان البعض يملك هدفا يتبين لاحقا أنه هدف لا يستحق العناء، هوس تقليد الآخر، والبحث عن المعنى والقيمة في الأشياء، مثل اقتناء كوب قهوة والتنزه به أو تصويره حتى وإن كان فارغا هو سمة بارزة في أبناء هذا العصر، يعتقد البعض أنه بمجرد اقتناء هذا الكوب فقد أصبح متحضرا وله شأن ومن خلاله يثبت ذاته، وهذا يقودني أن مثل هذه الظاهرة يكون أحد الدوافع وراءها هو التطلع للمكانة، لا خلاف في أنه من حق أي إنسان أن يتطلع لمكانة اجتماعية جيدة وأن يحصل على التقدير والاحترام ولكن يجب ألا يكون ذلك بطرق ملتوية وأساليب غبية، فالتطلع للمكانة في هذا العصر يجب أن يكون مرتبطا بعمل حقيقي ملموس أضاف قيمة هامة للمجتمع، وليس بمجرد اقتناء الأشياء، فاقتناء الأشياء ليس بإنجاز وإنما وهم إنجاز، عمل غير حقيقي يعطي إحساسا مؤقتا بالإنجاز، إنه إرضاء فوري فور ما ينتهي لا وجود لأي إنجاز فعلي تحقق، فجلوسك عزيزي/تي الشاب/ة في الكوفي بالساعات واحتساء قهوتك ذات الطعم الغريب الذي تستمتع أنت به ليس إنجازا، إنه وهم رسخه فيك العقل الجمعي، وحديثي هنا ليس عمن يكافئ نفسه بعد عمل شاق، بل من يكافئ نفسه كل يوم دون أن يقوم بعمل فعلي ملموس في الواقع، فالعلة ليست باحتساء كوب القهوة، بل بالاعتقاد أن هذا الكوب هو من يعطي القيمة والمكانة.

تويتر: 1QLS1@