تحظى قمة العشرين بأهمية كبيرة لما تمثله من تكتل دولي يشكل 85% من الناتج الاقتصادي العالمي، والتي من المقرّر أن تُعقَد نوفمبر المقبل بجزيرة بالي الإندونيسية.
خلال السنوات السابقة، خرجت القمة بنتائج وقرارات مهمة متعلِّقة بالأوضاع الاقتصادية العالمية، خاصة في وقت الأزمات مثل جائحة كورونا، وملف تغير المناخ.
مجموعة العشرين تتكوَّن من 19 دولة من ضمنهم المملكة، بالإضافة إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، وتشكِّل اقتصادات أعضاء المجموعة ما يقرب من 80% من التجارة العالمية، وجاءت أبرز النتائج في السنوات السابقة كالتالي:
قمة روما 2021
ناقشت القمة -التي أقيمت في إيطاليا العام الماضي- ملفات مهمة، أبرزها تغير المناخ والضرائب والاقتصاد العالمي، والمساعدات ولقاحات كورونا، فكانت جميعها على جدول الأعمال.
خرجت مجموعة الشعرين بقرارات ونتائج شملت اتفاق القادة على الالتزام بالهدف الرئيسي لمعاهدة باريس المتمثل في الحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وتعهَّدوا باتخاذ إجراءات ضد محطات الفحم.
ووافق القادة على اتفاقية تخضع الشركات متعددة الجنسيات لضريبة لا تقل عن 15٪ ، كجزء من جهد لبناء نظام ضريبي دولي أكثر استقرارًا وإنصافًا.
ووعدت مجموعة العشرين مجموعات العمل ذات الصلة داخل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومجموعة العشرين إلى تطوير القواعد النموذجية والصكوك متعددة الأطراف بسرعة، بهدف ضمان أن القواعد الجديدة ستدخل حيز التنفيذ على المستوى العالمي في عام 2023.
أزمة لقاحات كورونا
وسط أزمة اللقاحات التي ضربت العالم آنذاك، تعهَّد القادة بدعم هدف منظمة الصحة العالمية المتمثِّل في تطعيم ما لا يقل عن 40٪ من سكان العالم ضد كوفيد 19 بحلول نهاية عام 2021، و70٪ بحلول منتصف عام 2022، من خلال تعزيز إمدادات اللقاحات في البلدان النامية وإزالة القيود والتمويل.
ومع الأزمات الاقتصادية الكبيرة التي ضربت الدول نتيجة الجائحة، واختناقات سلسلة التوريد التي تُلقي بثقلها على الاقتصاد العالمي، أكَّد قادة مجموعة العشرين مواصلة العمل للحفاظ على الاستقرار المالي والاستدامة المالية طويلة الأجل.
وتعهَّدت الدول المشاركة بالبقاء يقظين للتحديات العالمية التي تؤثر في اقتصاداتنا، مثل الاضطرابات في سلاسل التوريد، ومراقبة هذه المشكلات ومعالجتها مع تعافي اقتصاداتنا، وأكد القادة تقديم 100 مليار دولار للدول الأكثر فقرًا.
قمة الرياض 2020
خلال قمة العشرين 2020 التي أقيمت بالمملكة، جرى التركيز على تداعيات جائحة كورونا والآثار الاقتصادية الناجمة عنها، مع وضع حلول وقرارات مهمة للتخفيف من حدة الخسائر.
وأطلقت القمة مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين حتى يونيو عام 2021، بما يفيد أكثر من مليار شخص في الدول المدينة.
وتعهَّدت المجموعة بالعمل على إعادة الاقتصاد العالمي إلى مسار النمو والتعافي وخلق فرص العمل، فضلًا عن تقديم الدعم خاصة للفئات الأكثر تأثرًا بأزمة فيروس كورونا.
زعماء القمة تعهدوا أيضًا بضخ 5 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي لتخفيف الآثار السلبية للجائحة التي شلت حركة العالم.
قمة اليابان 2019
شهدت القمة التي أقيمت في اليابان عام 2019، لقاءات مهمة بين القادة، لعلّ أبرزها اجتماع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
خرجت القمة بنتائج مهمة، خاصة في ما يتعلق بانفراجة بالعلاقات الأمريكية مع الصين وروسيا، مع تعهد واشنطن بعدم فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على بكين.
كما تقرَّر سماح واشنطن بتصدير مكونات ومواد أمريكية إلى شركة هواوي الصينية، مع تقديم قائمة بالمنتجات التي ترغب الصين في شرائها من الولايات المتحدة.
وتعهد الرئيس الأمريكي بعدم فرض عقوبات على تركيا لشرائها منظومة إس-400.
قمة الأرجنتين 2018
قمة في بوينس آيرس بالأرجنتين عام 2018، شهدت توافقًا بين القادة في ما يتعلق بأوضاع الاقتصاد العالمي، على الرغم من ظهور خلافات بسبب رفض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الالتزام بمعاهدة التغيّر المناخي.
وشملت نتائج القمة الالتزام باتفاق باريس بخصوص المناخ، مع تعهّد قادة الدول الموقعة على الاتفاق بتنفيذ بنوده الخاصة بمكافحة العوامل المسببة لتغير المناخ.
وطالبت المجموعة بإصلاح منظمة التجارة العالمية وتحسين عملها لتعزيز النمو وخلق الوظائف، مؤكدة أن استراتيجية التجارة المتعددة الأطراف فشلت في تحقيق أهدافها.
قمة ألمانيا 2017
في القمة التي أقيمت في هامبورج الألمانية، ظهر الخلاف بخصوص اتفاقية المناخ بعد انسحاب الولايات المتحدة منها.
وقد جاء في البيان الختامي أن زعماء الدول الأعضاء في مجموعة العشرين يعلنون أن اتفاقية باريس لا رجعة فيها.
وقد شغلت التجارة الدولية اهتمام القمة التي انعقدت على مدى يومين، واستنكر القادة الممارسات التجارية غير العادلة، مع تأكيد دعم الأدوات المشروعة لتنمية التجارة.
قمة الصين 2016
استضافت مدينة هانجتشو الصينية القمة عام 2016، والتي توصلت إلى نتائج مهمة وتوصيات تصبّ في صالح الاقتصاد العالمي.
ظهرت اقتراحات للمرة الأولى مثل مبادرة المنصة الإلكترونية للتجارة العالمية، ومبادرة الابتكار الذكي للتشجيع على ريادة الأعمال والابتكار، فضلًا عن تطوير التمويل الأخضر وسوق الاستثمار حول العالم.
وأشار القادة إلى ضرورة وزيادة المشروعات عالية الجودة والقابلة للتمويل، فضلًا عن زيادة استثمارات البنية الأساسية، واتفق الزعماء على تيسير استثمارات القطاع الخاص، ودعم تنمية التمويل الأخضر.
قمة تركيا 2015
قمة أنطاليا شهدت التزم القادة باتخاذ عدد من الإجراءات الملموسة لتعزيز الاقتصاد العالمي، وجعل النمو العالمي أكثر شمولًا، وتعزيز مرونة النظام الدولي، وحشد الاستثمار المالي لزيادة النمو على المدى الطويل، وتنفيذ الالتزامات السابقة على الإصلاح الاقتصادي وأسواق العمل.
وأدان قادة مجموعة العشرين الهجمات الإرهابية في باريس وأنقرة وكذلك في لبنان وأماكن أخرى حول العالم، مؤكدين مجددًا تضامنهم وتصميمهم على مكافحة آفة الإرهاب التي تواجه بلدانهم وغيرها.
وعقد القادة العزم على العمل معًا لمنع الأعمال الإرهابية، واتفقوا على البناء على مجالات التعاون الدولي طويل الأمد في مجال مكافحة الإرهاب من خلال مكافحة التطرف، وإعاقة الحركات الإرهابية، ومكافحة الدعاية الإرهابية، ومنع تمويل الإرهاب.