لا يختلف أحد على أن محافظة الأحساء دخلت مرحلة جديدة من مسيرة التنمية والتطوير، لا سيما في ظل ما تتميّز به من إمكانات ومقومات كبيرة تؤهلها لقيادة قاطرة التنوّع في بلادنا الغالية، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية -حفظهما الله-.
والواقع أن تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظًا للأحساء والإعلان عن تأسيس هيئة تطوير الأحساء، يؤكد من جانب مكانة المحافظة، وما تتمتع به من إمكانات طبيعية وموارد بشرية، وفرص استثمارية ومزايا تنافسية، ومن جانب آخر ضرورة تعظيم مساهماتها التنموية وتعزيزها بما يرفع نصيب مساهمتها على مستوى المنطقة الشرقية والمملكة، وتحقيق المستهدفات الوطنية في رؤية المملكة 2030م.
وهنا تبرز أهمية تنسيق الجهود الإعلامية والاتصالية وتكاملها وتوجيه رسائلها وأدوارها بين جهات الأحساء كافة لإبراز المقومات والميز النسبية والفرص الاستثمارية، التي تتمتع بها الأحساء وتبني المبادرات والمشاريع الإعلامية المشتركة دعمًا لنموها الاقتصادي وتحويلها إلى عنصر جذب رئيسي للأحداث والفعاليات ووجهة أساسية لجذب الاستثمارات، والتأكيد على ما ينتظرها من مستقبل تنموي كبير ومستدام.
إن جهود التنمية المناطقية، التي تقودها قيادتنا الحكيمة -وفّقها الله- تتطلب منّا جميعًا خاصة الإعلاميين استيعاب أن تكامل أدوار الإعلام التنموي وتعاونها معًا سيظل هو الجهاز العصبي لعملية التنمية المستدامة، وأن دعم وتفعيل مشاركة المجتمع في عملية التنمية بمراحلها ومساراتها المختلفة تقوده وسائل الإعلام ومنصاته ووسائطه المتنوعة، وذلك باستخدام أدوات المعرفة ونشر المعلومات وبسط الوعي.
وفي هذا المقام، سنظل نتطلع إلى إدماج البُعد الإعلامي والاتصالي ضمن أحد مكونات نجاح الإستراتيجية التنموية المستقبلية الأساسية للأحساء، وهو ما يعني بالضرورة أهمية العمل كذلك على تعزيز القدرات الإعلامية، وبالذات القدرات الشابة التي لديها الشغف والموهبة والتأهيل، وكذلك القدرة على التأقلم والتفاعل على المستويات المختلفة لتقديم محتوى وخدمات إعلامية تنافسية ذات جودة عالية ومتنوعة، تُبرز مكانة الأحساء وتسلط الأضواء على نقاط قوتها، وتعزّز حضورها في الشّأن الإعلامي، وتُسهم في صناعة المُستقبل.
k_alayaf@