محمد الحربي

@harbimm

تعد السياسة والاقتصاد هما المحركان الرئيسيان وهما الركيزة الأساسية التي ترسم خريطة العالم، وقد أبحر العلماء والمختصون في دراسة وبحث تأثير كل محور على تشكيل العلاقات الدولية وتأثيرهما على الدول. وقد أثبتت الشواهد أن السياسة (في الغالب) لها انعكاسات كبيرة وقد تكون خطيرة على الاقتصاد بخلاف حجم تأثير الاقتصاد على السياسة والذي يظهر بصورة ناعمة إلى حد ما.

ولتكون الصورة أوضح نضرب أقرب الأمثلة وأكثرها تداولا على الساحتين السياسية والاقتصادية وهي الحرب الروسية - الأوكرانية وما تلاها من تبعات، حيث كان الاقتصاد في العقود الماضية يجمع ما فرقته السياسة بين الأوروبيين وروسيا وتوطدت العلاقات فيما بينهم حتى جاءت السياسة في بداية هذا العام واستخدمت البعد العسكري لتتوتر العلاقات وتنعكس سلبا على الاقتصاد من خلال العلاقات التجارية بين البلدان والتي امتد تأثيرها على الاقتصاد العالمي ككل وساهم في ارتفاع التضخم والمخاوف من حدوث نقص في الغذاء.

وفي منطقتنا العربية والشرق الأوسط يمكن لنا أن نرى تأثير السياسة على الاقتصاد من خلال مثال جلي ولا يخفى على أحد وهو دور السياسة السعودية، فالمتابع يعلم جيدا ما هي النتائج التي نبعت من المشاركة السعودية في الحياة الاقتصادية والسياسية في الدول العربية والمساهمة الفعالة في النمو الاقتصادي والدعم اللامتناهي في الأزمات أو الخلافات بين الفرقاء حتى أصبح حضورها وكأنه وجه السعد.