انهارت أمي عندما أخبرها الطبيب بنتيجة تحليل السكري الخاص بي.. ابنتك عندها سكر، لا يوجد أسوأ من هذه اللحظة التي وصفتها أثير الشهري الطالبة الجامعية، حين أجرت تحليلًا بعد ظهور بعض العلامات غير الطبيعية.
ومرض السكري هو داء مزمن يؤثر على طريقة استقبال خلايا الجسم للجلوكوز أو كمية الأنسولين التي يفرزها البنكرياس، ما يؤدي إلى حدوث ارتفاع أو انخفاض غير طبيعي في مستوى السكر بالدم، وفق ما ذكرت وزارة الصحة عبر موقعها الإلكتروني.
كنت أشعر بالعجز
شعُرت أثير بحالة من العجز واليأس طوال ما يزيد عن أسبوعين من علمها بالإصابة، غير أن طبيب أثير الذي يتابع حالتها بدأ يُطمئنها بأن تتعايش مع المرض المزمن، مع ضرورة ضبط نمط الحياة والأكل الصحي من أجل حياة سلمية.
وبالفعل قررت أثير السير على روشتة الطبيب وتعليماته، بالتخلي عند عادات الأكل الخاطئة، واتباع النظام الغذائي وممارسة الرياضة وحساب الجرعات، لضبط مستوى السكر في الدم.
أثير وجهت رسالة مصورة عبر مقطع فيديو أنتجته وزارة الصحة على صفحتها بـفيسبوك بعنوان تجارب إيجابية في التعايش مع السكري النوع الأول، قائلة: أقول لكل مريض غيّر النمط الغذائي ليكون صحيًا لن تجد هذا المرض.. وستعيش حياتك.
هكذا تغلبت العنود على المرض
وفي التقرير المصور لوزارة الصحة، استرجعت العنود السبيعي الطالبة في مرحلة المتوسطة، علامات ما قبل اكتشاف الإصابة: كنت مرهقة جدا طوال الوقت.. وآكل بنهم شديد.. وطوال الوقت أدخل المرحاض وأشرب المياه كثيرًا.. حينها قالت لي أمي سنذهب إلى المستشفى.. وبعد الفحوصات قالوا لها: ابنتك عندها مرض السكري.
تتغلب الطالبة العنود صاحبة الـ11 عامًا على السكري باتباع نظام غذائي جديد، وتناول المشروبات الصحية الصديقة لهذا المرض.
المرض غيّر حياتي للأفضل
أما جوهر الحيدر، فاتخذت من إصابتها تحديًا لتحقيق أحلامها: أقول لكل مصاب يشعُر بإحباط وأن المرض سيقف عائقًا في حياته.. أنه ربما يكون منحة من الله من أجل أن يضعك في تحدِ ومن ثم تنجز أكثر.
وأضافت: قبل الإصابة بالسكري كنت إنسانة لا أطمح في تحقيق أي إنجاز.. ولكن اليوم حصلت على ماجستير في الإعلام الرقمي، وأيضا أنا مديرة علاقات عامة وإعلام، وكذلك مدربة معتمدة وسيناريست، وأطمح للأكثر، لأن السكر لا يقدر يحطمني ولكن قادرين نتعايش معاه.
أول مريض بالعالم يعالج من السكر
كانت حياة المواطن الأمريكي بريان شيلتون البالغ من العمر 65 عامًا، محكومة بمرض السكري من النوع الأول، عندما ينخفض مستوى السكر في دمه يفقد وعيه دون سابق إنذار، بسبب المرض الذي أصابته في عمر 21 عامًا، حتى فوجئ في أحد الأيام بسقوطه أمام حديقة المنزل وأفاقه أحد الأشخاص الغرباء.
قال شيلتون لـgoodmorningamerica عن التعايش مع مرض السكري: تقضي حياتك بأكلمها كل دقيقة من اليوم وتراقب أرقام السكر لحظة بلحظة.
في يونيو من العام 2021، أصبح شيلتون أول مشارك في تجربة سريرية جديدة رائدة تلقى فيها حقنة من خلايا جديدة، نمت من الخلايا الجذعية، والتي تساعد على استعادة قدرة الجسم الطبيعية على إنتاج الأنسولين وتنظيمه، ما يعيد الجسم للخلايا بشكل أساسي.
وشرح الدكتور أسامة حمدي أستاذ أمراض الباطنة والسكر في جامعة هارفارد الأمريكية، أن الإنجاز الطبي الكبير الذي يؤرخ لفترة جديدة للسكري من النوع الأول، والأمكن فيه هو تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا بنكرياس خارج الجسم وهي عملية معقدة للغاية، وتمر بنحو 20 مرحلة، ثم نأخذ الخلايا الناضجة التي تفرز الأنسولين ونضعها داخل الكبد وتبدأ في إفراز الأنسولين.
وأوضح في مداخلة تلفزيونية، أن هذه الخلايا هي بنكرياس خُلقت من الخلايا الجذعية، وهو من تحويل نسيج الجلد إلى خلية جذعية ومنها إلى خلايا بنكرياس.
العلاج غير متاح للجمهور حاليًا
أعلن الإنجاز الدكتور دوجلاس ميلتون، عالم الأحياء وقائد فريق البحث الذي توصل لعلاج مرض السكر، في ديسمبر الماضي، وقال إن علاج مرض السكري بالخلايا الجذعية سيتوفر خلال 2025 على الأرجح.
علاج شيلتون غير متاح حاليًا للجمهور وقد يستغرق سنوات من الاختبارات الإضافية قبل أن يصبح متاحًا لملايين المصابين بمرض السكري من النوع الأول.
ماذا قال أول مريض عولج بالخلايا؟
وقال شيلتون عن تجربته لـgoodmorningamerica: أشعر وكأنني تحررت من الأصفاد.. التحرر من ما يقرب من خمسة عقود من فحص مستويات السكر في الدم باستمرار، وتقديم الأنسولين والعيش في خوف من ارتفاع السكر في الدم.
أحد جوانب علاج شيلتون الذي سيستمر الباحثون في مراقبته هو ما إذا كان حلًا مؤقتًا أم علاجًا دائمًا، يتعين عليه أيضًا تناول الأدوية المثبطة للمناعة كحماية للخلايا المصابة، ما قد يعرضه لخطر الإصابة بأمراض أخرى.