رقابة غائبة وإهمال واضح في تطبيق إجراءات السلامة فمَن المسؤول؟
وبأي ذنب لفظ طفل الخامسة أنفاسه ومات اختناقاً إثر نسيانه في حافلة خاصة مستأجرة في محافظة القطيف من قبل أولياء أمور طلبة المدرسة كما ذكرته بعض الصحف.
المسؤولية يتحملها الجميع، كلكم راعٍ وكل راعِ مسؤول عن رعيته. توفى طفل القطيف بدم بارد، لا أجد أي عذر مقبول لمَن تسبب في وفاته، فالكل مسؤول.
أعتقد الضمائر الحية وذات المسؤولية الكاملة لا تلتمس الأعذار لأي كارثة وقعت في الماضي أو في الحاضر نتيجة إهمال واضح، فالجريمة جريمة مهما تعددت أسبابها.
المسؤولية لا يتحملها السائق وحده، بل يجب أن تتحملها كل الجهات المسؤولة، التي لا تراعي إجراءات السلامة المطلوبة، فالسائق يجب اختياره بشروط معينة منها أن يكون على مستوى عالٍ من التدريب المهني، ومن الوعي الكامل بإجراءات السلامة وتطبيقها بحرفية وباهتمام.
والذي يثير الاستغراب عدم وجود مشرفين في الحافلة يراقبون ويهتمون بسلامة الأطفال، فالسائق وحده لا يكفي، خاصة عند غياب الكفاءة المهنية العالية والوعي وعدم مراعاة الأمانة.
الحافلة أيضاً يجب أن تتوافر فيها كل شروط الأمان والسلامة، طفل القطيف كان نتيجة غفلة السائق وعدم حرصه، وبالنسبة للحافلة مسؤولية كل الأطراف المعنية بالنقل وحتى أولياء الأمور أنفسهم مسؤولون.
لي رجاء لمَن يعنيه الأمر بالنسبة للسائقين، وكذلك المشرفون في الحافلات يؤمل قبل تكليفهم بالعمل أن يكونوا قد اجتازوا دورات تدريبية حول تحقيق السلامة للركاب وأخص الحافلات، التي تقل صغاراً من وإلى المدارس، وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة عند حدوث الطوارئ، والأهم التأكد من خلو الحافلة من الركاب قبل إغلاق الأبواب، بعضهم يقول غفلة وكلنا بشر أحيانا نغفل، نغفل لكن ليس فيما يسبب فقدان أرواح غالية، فهذه جريمة لا تغتفر.
أعتقد يستحسن تركيب منظومة ذكية لسلامة الطلبة في جميع الحافلات المدرسية، التي تقدم خدمات النقل اليومي لجميع المراحل التعليمية كما تفعل بعض الدول، وتتضمن ثلاثة أجهزة ذكية مثبتة في الحافلة وكاميرات مراقبة داخلية وخارجية، ومسجلات رقمية وأنظمة تحكم مركزية، تهدف المنظومة إلى تجاوز الأخطاء البشرية أو حتى تقليلها، ومنع وقوع حالات نسيان للطلبة أو غفلة غير مقصودة من السائق في جميع الباصات المدرسية.
يرجى من كل المدارس عند تغيب طالب التواصل مع أسرته، نشكر إدارة التعليم بالمنطقة الشرقية على توجيهها بتشكيل فريق عمل يقوم بزيارة المدرسة ومتابعة الإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالات. ويؤمل أن تكون زيارته لجميع المدارس الخاصة والحكومية على مدار العام الدراسي.
عزائي لوالدي الفقيد وعائلته، ودعواتي لهم بالصبر والسلوان وأن يجبرهم الله ويربط على قلوبهم ويجمعهم به في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والشهداء والصالحين، ويجعله شفيعاً لوالديه و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
aneesa_makki@hotmail.com