قالت شبكة «سي إن إن» الأمريكية: إن رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس تواجه مشكلة كبيرة بعدما ضحت بأقرب حليف سياسي لها بعد أسابيع فقط من رئاستها للوزراء من أجل إنقاذ منصبها.
وبحسب تحليل للشبكة، فإن إعفاء وزير الخزانة البريطاني كواسي كوارتنج جاء بعد 3 أسابيع من إعلانه عن ميزانية مصغرة مثيرة للجدل مليئة بإجراءات لخفض الضرائب، أدت إلى انهيار الأسواق المالية، وفي مرحلة ما، انخفض الجنيه إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ عقود.
تلاشي المصداقية
تقول الشبكة: مع ذلك، فإن رحيل كوارتنج لا يعني أن تراس تجاوزت مرحلة الخطر، ولفتت إلى أن سياسات السوق الحرة منخفضة الضرائب التي أعلن عنها كوارتنج هي جواز مرور تراس إلى رئاسة الوزراء.
ويضيف التحليل: أنهت تراس مؤتمرا صحفيا مقتضبا في داونينج ستريت بعد ظهر يوم الجمعة دافعت فيه عن رؤيتها الاقتصادية، لكنها رفضت الاعتذار لحزبها أو الجمهور بسبب الاضطرابات التي أحدثتها الميزانية المصغرة، وتابع: سرعان ما استبدلت تراس؛ كوارتنج بالوزير السابق جيرمي هانت، الذي وصفته بأنه واحد من السياسيين الأكثر خبرة واحترامًا على نطاق واسع.
ومضى يقول: أكثر ما يقلق النواب المحافظين هو أن مصداقية تراس قد تلاشت وذهبت سلطتها أدراج الرياح، حيث عينت مستشارًا لا يمكنها إلقاء اللوم عليه في أي عوائق مستقبلية، وتبدو الآن ضعيفة بشكل خطير في مواجهة حزب العمل المعارض الذي يتقدم في استطلاعات الرأي.
خيارات سيئة
لفتت الشبكة إلى أن الانتخابات العامة المقبلة لا يمكن أن تكون مقدية بيناير 2025، وأضافت: على الرغم من أنه لا أحد يقترح بقاء تراس حتى ذلك الوقت، فإن التخلص من الزعيم الرابع للحزب خلال ما يزيد قليلاً عن 6 سنوات على المدى القصير سيكون أمرًا صعبًا، حتى لو استمرت الأمور في التدهور.
ويقول التحليل: بموجب قواعد الحزب، تتمتع تراس بالحماية من تحدي القيادة في السنة الأولى من رئاستها للوزراء، من المحتمل أن يتمكن النواب من إعادة كتابة القواعد، ولكن حتى لو تمكنوا من ذلك، فليس هناك من يقين من أن استبدالها سيؤدي إلى قلب استطلاعات الرأي.
وأشار إلى أن أحد المشرعين من حزب المحافظين أكد أن أفضل نتيجة ستكون إطاحة تراس حتى يتمكن زعيم جديد من محاولة تغيير الأمور بما يكفي لمنع المعارضة من تحقيق فوز ساحق في الانتخابات المقبلة.
حكومة تصريف أعمال
أردف: يخشى بعض المشرعين من أن تعيين زعيم آخر دون استشارة الجمهور، بعد أشهر فقط من استبدال بوريس جونسون بطريقة مماثلة، قد يجعل الحزب يبدو أسوأ في نظر الجمهور.
ولفت في الختام إلى أن هذا يعني أن تراس وحزبها عالقون في تلك الأزمة، قائلا: بسبب عدم قدرتها على إجراء إصلاحات كبيرة، بدون حلفاء رئيسيين والوصول إلى الحزب من أجل الوحدة، فإن حكومتها تخاطر بأن تبدو وكأنها حكومة تصريف أعمال تنتظر ببساطة أن يتولى شخص آخر زمام الأمور.