استضافت جامعة الطائف ممثلة بمركز تاريخ الطائف الملتقى العلمي «الطائف تاريخ وحضارة»، بمشاركة دارة الملك عبد العزيز، وجمعية التاريخ والآثار في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ونخبة متميزة من الباحثين والباحثات من دول الخليج العربي، برعاية الأمير سعود بن نهار بن سعود بن عبد العزيز محافظ الطائف.
وعبر 5 جلسات، قدم 26 باحثًا متخصصًا في الجامعات الخليجية على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء، عددًا من البحوث العلمية عن الطائف، ومعلومات تاريخية وحضارية عن الطائف وتراثها القديم الذي خلفته الإنسانية، والإرث العظيم الذي تمتلكه من الثروات البيئية والطبيعية والزراعي والتاريخية والعمرانية.
وأكد متحدثون لـ«ليوم» أهمية الملتقى العلمي، ودوره الثقافي والفكري بما يقدمه من أعمال علمية جليلة لها انعكاساتها على الحراك التاريخي في المنطقة.
تعزيز منطلقات المشترك الثقافي والتاريخي
قال رئيس مجلس إداره جمعية التاريخ والآثار لدول مجلس التعاون د. عبد الهادي العجمي: المؤتمر مثّل نشاطًا ثقافيًا وفكريًا على مستوى دول مجلس التعاون، لتعزيز قواعد ومنطلقات المشترك الثقافي والتاريخي، ووحدة التاريخ والمصير والمستقبل بينها.
وأضاف: سلط المؤتمر الضوء علي حقب تاريخية متعددة ومعالم الاثرية المهمة في الطائف، وكيف كانت محطات التاريخ المتعددة في هذه المنطقه تمثل أهمية كبيرة للمؤرخين والمهتمين بالتاريخ الخليجي والعربي والإسلامي، ونعتقد أن استمرار هذا التعاون بين أعضاء الجمعية يؤكد تعاون مشترك بين دول مجلس التعاون، ويحقق منطلقات المجلس، ويعزز العلاقات المشتركة الثقافية بين دول المجلس، ويؤكد حماية تاريخنا وموروثنا وصيانتها من خلال الدراسات العلمية المتعددة.
مشاركون من كل دول مجلس التعاون الخليجي - اليوم
نشاط منبري علمي مستمر
أما أمين عام الجمعية د. أحمد بن عمر آل عقيل فتحدث قائلًا: تأسست جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قبل 25 عامًا، وينتظم في عضويتها أكثر من 600 عضو من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي وبناته المنتمين إلى الجامعات وهيئات الآثار والمؤسسات البحثية في مختلف دول المجلس، وتتخذ من دارة الملك عبد العزيز بالرياض مقرا لها.
تابع: تعقد الجمعية ملتقى سنويًا في عاصمة من عواصم دول المجلس، كما تعقد ندوات خاصة كلما سنحت لها الفرصة في عقدها، وتجئ هذه الندوة الخاصة التي تُعقد في جامعة الطائف امتدادًا لنشاطها المنبري العلمي الذي دأبت على ممارسته عبر السنين.
تاريخ يحتاج إلى مجلدات ضخمة
أكد عضو جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي د. محمد عبد الله الحمادي، أن المؤتمر استعرض موجز تاريخ الطائف منذ نشأتها حتى عصرنا الحاضر، وأشار إلى النقاط البارزة في تاريخها الذي يحتاج إلى مجلدات ضخمة.
واستطرد: حاولنا السير في دراسة تاريخ الطائف حسب تسلسله الزمني يومًا بعد يوم وعهدًا بعد آخر، فهي عروس المصايف، المدينة الموغلة في التاريخ والتراث والحضارة.
وتابع: لم تقف فترة جائحة «كورونا» عائقًا أمام الجمعية ومؤرخيها، فقد ظلوا فاعلين على كافة مستويات البحث والإنتاج العلمي، ومشاركة أعضائها في ندوة الطائف أمر مهم
واختتم حديثه بالقول: نثمن دور جامعة الطائف ومركز الطائف للتاريخ، ونشيد بدور مجلس إدارة الجمعية الممثل من كافة دول مجلس التعاون الخليجية، والذي يؤدي أعمالًا علمية جليلة لها انعكاساتها على الحراك التاريخي في المنطقة.
المؤتمر استعرض موجز تاريخ الطائف - اليوم
ندوات ومؤتمرات تاريخية متنوعة
وأشاد الأستاذ بقسم التاريخ في كلية الآداب جامعة الكويت د. حمد محمد القحطاني بجهود جمعية التاريخ والآثار لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتنظيمها ندوات ومؤتمرات تاريخية متنوعة تشمل تاريخ وحضارة دول مجلس التعاون منذ تأسيسها بتاريخ 1997.
وأضاف: تحقق أنشطة الجمعية أهدافًا متنوعة، منها: تنمية الفكر العلمي في مجال تخصص الجمعية وتطويرها، وإتاحة الفرصة لأعضائها للإسهام في حركة تقدم البحث العلمي في المجالات المتنوعة في دول مجلس التعاون، وإبراز تاريخها، وزيادة الترابط والتعاون بينها.
وتابع: الندوة تناولت الجانب التاريخي للطائف منذ التاريخ القديم مرورًا بالإسلامي حتى العهد السعودي من جوانب سياسية واقتصادية وعسكرية واجتماعية، وكذلك الجانب الحضاري للطائف الذي تناول جوانب حضارية تشمل التعليم والتطور الزراعي والصناعي والتجاري، بالإضافة إلى آثار منطقة الطائف والدراسات المتعلقة بالجانب الاجتماعي من عادات وتقاليد وغيرها.