عبدالله العزمان يكتب:

azmani21@

في عام ٢٠٠٢ تم إنشاء شركة كروكس، حدث ذلك عندما اجتمع مؤسسوها الثلاثة في رحلة بحرية، حيث جاءت فكرة هذا الحذاء على أنه خفيف مقاوم للماء والانزلاق، سهل التنظيف، وقد نجحت الشركة في ذلك وحققت نتائج مذهلة، فقد بلغ سعر سهمها ٦٨ دولاراً في عام ٢٠٠٧، ثم سقط سعر سهمها إلى ١ دولار بعد ذلك بفترة بسيطة، وخلال عامين فقط في ٢٠٠٩، ثم تعافت الشركة جزئيًا حتى جاء الانهيار الثاني في عام ٢٠١٤، حين اكتشف مؤسسو الشركة أن وراء ذلك كله كان عدم التركيز فيما يجيدونه، والتوسع في إضافة منتجات جديدة وفي فتح منافذ للبيع في أكثر من ٩٠ دولة، مما أضعف قوة الشركة وزاد من الأعباء الاقتصادية عليها، ولعلاج ذلك التجأ مؤسسو الشركة إلى قانون قائمة الإهمال.

يقول جيم كولينز، وهو متخصص في الإدارة من جامعة ستانفورد، أمضى خمس سنوات من عمره مع فريقه البحثي للإجابة عن سؤال واحد: كيف استطاعت بعض الشركات البسيطة أن تتحول إلى شركات عظيمة في فترة وجيزة؟ إن النجاح يكمن في أن نتوقف عن أعمال لا تعود علينا بالنفع، وتأخذ منا جهدًا ووقتًا كبيرًا، فعندما نتخلص منها نستطيع التركيز أكثر على جودة ما نملكه.

هناك أشياء كثيرة تشغلنا وتستنزف طاقاتنا، وتضيع أوقاتنا، ولكي نمضي قدمًا في حياتنا ونستعيد قدرتنا على النجاح والتفوق، فنحن في أمس الحاجة إلى أن نتخلص منها، كصداقات مزعجة، وروايات محزنة، ومشاهدات تعيسة وأماكن تضيق بها الصدور. كل تلك التركة الثقيلة بحاجة منا إلى أن نضعها في قائمة الاهمال، بل وينبغي علينا أن نتأكد أننا قمنا بإفراغها من محتواها كذلك وبشكلٍ نهائي غير قابل للاسترداد، لننعم بحياة رغيدة صحية، خالية من المنغصات التي تجعلنا نلف في حلقة مغلقة، نعود معها إلى مكان انطلقنا في كل مرة، بدلًا من اجتياز مراحل أكثر صعوبة، تزرع فينا روح التحدي وتحرك فينا القدرة على المنافسة، لنستعيد بعدها نشاطنا الدائم ونشعر معها بجودة الحياة، فهل نحن جاهزون لأن نعد قائمة الإهمال الخاصة بنا.

قال ابن شيخان السالمي:

وللمقادير أحكام بعادتها

تقضي على كل حال باستحالتها

في أسرع الوقت تغيير لحالتها

ما بين غمضة عين وانتباهتها

يبدّل الله من حال إلى حال