محمد حمد الصويغ

أفكار وخواطر

mhsuwaigh98@hotmail.com

لا شك في أن الاهتمام بتنشئة الفرد يمثل المدخل الطبيعي لخلق المناخات المناسبة عبر توفير الأساليب التعليمية والتربوية التي تهيئ المجتمع للحياة عن طريق اكتشاف الطاقات والقدرات والعمل على تنميتها ورعايتها وتوظيفها لمصلحة الفرد والمجتمع في آن، ويرى التربويون أن التنشئة ذات ارتباط وثيق ومباشر بالمقاييس والأحكام الأخلاقية والثقافية التي تمهِّد لتحويل البرامج التعليمية والتربوية المتعددة إلى مسالك مأمونة تفضي لبناء شخصية الفرد ومن ثم النهوض بالمجتمع، ولا يمكن تحقيق التطورالمنشود لأي شعب إلا من خلال بناء شخصية الأفراد بتوفير برامج الرعاية باتخاذ مختلف الوسائل عبر المؤسسات المجتمعية المتخصصة؛ لبناء قوة تلك الشخصيات، ومن ثم توفير القدرات الفاعلة والمهارات الذاتية لتوظيفها تحقيقًا لتوقعات إيجابية تؤدي للوصول إلى تقدم المجتمع ورفاهيته.

وبالتالي فإن اتخاذ القرارات المناسبة للتنشئة الثقافية بوسائل تنمية الشخصية يرسم خطوطًا واضحة لقوة مكتسبة تعتمد أساسًا على الرعاية والتنمية والتوظيف، وهو اعتماد يتصل بالتنشئة، وقد قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه»، وتبعًا لذلك فإن الوقوف على معرفة المكونات الأساسية لشخصية الفرد يعود إلى البحث عن بيان الخصائص التي تشكِّل شخصيته من جانب، والبحث عن تنشئته الثقافية من جانب آخر، واستخدام الركيزتين معًا يصب في روافد تنمية بناء تلك الخصائص وتنمية التنشئة، وعلى هذا الأساس تتم معرفة العلاقات الجذرية بين ثقافة الفرد وشخصيته، أي معرفة الخصائص أو السمات التي تشكل أبعاد ثقافته، وتحويله إلى كائن حضاري يمتلك من القدرات ما يخدم بها مجتمعه.