أكابر الأحمدي - جدة

أشاد عدد من الأدباء والنقاد باختيار نادي مكة الثقافي الأدبي موضوع «الشعرية الرقمية» محورًا لفاعليات ملتقاه السادس، والمقرر أن يُقام يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، ورأوا في هذا الاختيار فرصة للتعرف على ما يدور حولنا من مستحدثات المعارف والفنون والآداب، وما وصل إليه عالم الأدب الرقمي إبداعًا وتنظيرًا ونقدًا، فضلًا عن استشرافه المستقبل.

وأثنوا على اختيار محاور الملتقى الخمسة والمتمثلة في: العصر الرقمي وفلسفة التحول، والشعرية الرقمية والتجربة النصية -عربيًا وعالميًا-، والشعرية الرقمية والمقاربة النقدية، ومستقبليات الشعرية الرقمية، ومساحة الشراكة بين المبدع والمبرمج، ووصفوا هذه الدورة من الملتقى بأنها «نقطة تحول ثقافي ووجهة أدبية ذات طراز جديد».

مستورة عرابي

الاقتراب أكثر من المستقبل

ألقت أمين اللجنة العلمية للملتقى د. مستورة العرابي، الضوء على الدوافع من وراء اختيار «الشعرية الرقمية» محورًا للبحث في الملتقى بقولها: من أجل الاقتراب من المستقبل أكثر، والدخول في مستجدات عصرنا بوعي وثبات، والتعرف على مستحدثات المعارف والفنون والآداب، لابد لنا من الاستماع إلى أصوات المختصين، والاستناد إلى ما يرشح من توصيات عن الطاولة المستديرة التي يتحلق حولها المعنيون.

وأضافت: لعلنا نقترب من الصواب حينما نقول إن الرقمية هي سمة عصرنا المعيش والمستقبل الذي سنعيشه، وما دام الحال كذلك، فلابد من شحذ الهمم لإعمال النظر والأقلام في معطيات الرقمية ولاسيما أدبها، فكان الملتقى السادس بوصلة للباحثين المهتمين بالرقمية وأدبها، كي يفتحوا من خلال جلساته ملفات مهمة جدًا تمر على حركتها تاريخيًا وبنائيًا وجماليًا، ليستخلصوا من ذلك كله -لأول مرة- سمات «الشعرية الرقمية».

عادل الزهراني

أساس مشترك يعتمد على الخيال

يرى عضو اللجنة العلمية للملتقى وأستاذ النقد الحديث عادل الزهراني، أن الملتقى يمثل نافذة علمية مهمة نحو المستقبل، وقال: كنا منذ البداية حريصين على أن يقف الملتقى على حافة ما وصل إليه عالم الأدب الرقمي إبداعًا وتنظيرًا ونقدًا، في محاولتنا تحديد معالم الشعرية الجديدة التي أنتجها التعالق المعقد بين التقنية والإبداع الأدبي.

واستطرد: الأفق في هذه العلاقة مفتوح وشاسع، لأنه ينطلق من أساس مشترك، يتمثل في الاعتماد على الخيال بوصفه هبة الإنسان العظمى، وشرفة البشرية التي تطل على الغد وتجلب له تباشير المستقبل، من خلال رحلة شاقة وجميلة من العمل والتحضيرات والاجتماعات المرهقة.

وتابع: ها نحن نصل إلى مرحلة القطاف، وتنثال الأبحاث والمشاركات العلمية المنهجية والجادة من مختلف دول العالم العربي «باحثون وباحثات» يشكلون الصوت الأبرز الذي سك ملامح الطريق منذ البداية، وتركوا بصماتهم على الحقل إيمانًا منهم بأهميته وقوة حضوره.

الأستاذ الأكاديمي د. فهد البكر - اليوم

نقطة تحول تتوج الثقافة السعودية

امتدح الأستاذ الأكاديمي د. فهد البكر، نادي مكة الأدبي ونهجه في هذا الملتقى قائلا: يتفرد النادي بعقد ملتقى مهم في عنوانه، وزمانه، وهو «ملتقى الشعرية الرقمية» الذي يمكن أن يكون نقطة تحول ثقافي، ووجهة أدبية ذات طراز جديد.

وأضاف: أحسب أن هذا الملتقى الذي يستطلع مستجدات الأدب الرقمي وتحدياته، لذلك يأتي انعقاد هذا الملتقى تتويجًا لما تقدمه الثقافة السعودية، ممثلة بنادي مكة الثقافي الأدبي، من مواكبة الهم الثقافي الراهن، ومسايرة تحديات العلم والمعرفة المتجددة.

زهور كرام

رؤية علمية حول المستجدات الرقمية للأدب

أما عضو اللجنة العلمية د. زهور كرام، فقالت: الملتقى يعد لقاءً ثقافيًا علميًا حول المستجدات التي يتجلى الأدب من خلالها رقميًا، وتلتقي مجموعة من الباحثين والمتخصصين في الأدب الرقمي خلال يومين للتفكير في التحولات الفنية والمعرفية والجمالية التي يعرفها الأدب وهو يستثمر التكنولوجيا في بناء عوالمه، وطرح قضايا الإنسان وإشكالاته.

وأردفت: ينطلق الملتقى بتقديم رؤية عالمية حول الموضوع، وطبيعة العلاقة بين الإنسانيات والرقميات، وتبحث محاوره في شعرية الأدب الرقمي سردًا وشعرًا، كما يحلل الخطاب النقدي للأدب الرقمي، ويطرح قضايا التأليف واللغة والتجنيس، وطبيعة العلاقة بين المنتج والمبرمج في تأليف النص الرقمي، وذلك من خلال عرض شهادات وتجارب المبدعين العرب في الأدب الرقمي.