@TAHANIALMUASHI
نحن جميعًا نعلم أنه لا شيء في هذا العالم أعظم من الجبر، جبر الخواطر والنفوس والكسور، وهنا أتحدث عن عبادة من العبادات، وهي عظيمة جدًّا، عبادة جبر الخواطر أن تجبر بخاطر طفل أو رجل أو مُسن أو امرأة، لك أجرٌ عظيم، وكما ورد في القرآن
(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ).
إن الكلمة الطيبة صدقة وجبر، كما قال الإمام علي بن أبي طالب:
(مَن سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر)
ولكن.. عندما يأتي الجبر من الله يكون أعظم، فلا جابر مثل جبره ولا عظيم مثل عظمته. وقال الله سبحانه وتعالى في جبره،
قال -تعالى-: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).[٢٣] آل عمران.
وقوله تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) -الضحى-
أن تكون جابرًا أو مجبورًا سيعود لك يومًا ما فعلته من جَبر جُبر
لو كان الخاطر هيِّنًا عند الله كسر ما أنزل الكثير من آيات الجبر وما تحدث أنبياؤنا عنه.
في بعض الأحيان يكون كل ما نحتاجه كلمة واحدة فقط تجبر ما كسرته الإكثار من المواقف وبعض الأفعال التي نمر بها ونعيشها في أيامنا؛ لذلك لا يجب علينا الاستهانة بالجبر، ولو كان بكلمة واحدة.
إن الله هو الجابر الجبار عندما تكسر من كل شيء فاذهب إليه، هو يجبرك جبرًا ليس بجبر أهل الأرض، وعندما يأتي من الله العظيم الكريم لا يكون مثل أي جبر.
يجب علينا بهذه الحياة مراعاة خواطر صغير السن وكبير السن، فهم أكثر عُرضة للأذى يملكون حساسية كبيرة جدًا، ويتأثرون بكل ما يأتيه بسهولة.
لذلك راعِ خواطرهم واجبرهم ولو بكلمة، ولو لم تستطع فعل شيءٍ لهما.
كم من حياة تحطّمت، وأهداف وطموح بسبب كلمة حزّت بخواطرنا.. كم من مشاعر تحطمت وقلوب كسرت؛ بسبب كلمات لا حساب لها.
إذًا.. إن الله أوصى بجبر الخواطر، ونبيه الكريم، ولم أرَ شيئًا أعظم من هذا.
عندما أجبر طفلًا أشعر بأن الحياة ما زالت واسعة، وينشرح صدري كأنما هذا الجبر كان لي.
وتذكروا جميعًا أن كلمة جبر لا تُنسى أبدًا مهما مرت السنون والأيام، وأيضًا.. كلمة كسر لا تنسى؛ لذلك يجب علينا انتقاء الكلمات التي نطرحها بحذر شديد.
أسأل الله أن يجعلنا جابرين ومجبورين، وأن يجعل لنا نصيبًا من جبر الخواطر.