20ndFjm@
الأشخاص الأذكياء عاطفيًّا هم أشخاص لديهم قدرات ومهارات عاطفية معينة تتعلق بتقييم وتنظيم عواطفهم، سواءً كانت باتجاه أنفسهم أو باتجاه الآخرين. وتُقال كلمة ذكي عاطفيًّا للقادر على ضبط أعصابه، والتحكم في ردود أفعاله، والقادر على حل كل الضغوطات بينه وبين الآخرين.
وبذلك نستطيع استنتاج أن مفهوم الذكاء العاطفي هو: قدرة الشخص على مراقبة مشاعره وعواطفه وتمييزه وإدراكه مشاعر وعواطف الآخرين، ويتم توظيف هذه المشاعر والعواطف في توجيه أفعاله والتفاعل مع الآخرين بدون تجاهله لمشاعره الذاتية؛ حيث أشار الدكتور Daniel Goleman إلى أن الذكاء العاطفي يشكِّل أكثر من ٨٠٪ من أسباب ومقوِّمات نجاح الفرد وتميُّزه.
ويرجع ذلك للتأثير الكبير للعواطف على قراراتنا وطريقة تفاعلنا مع العالم من حولنا، وكل لحظة تفاعل مع الحياة أو مع الأشخاص تعكس مدى قوة أو ضعف ذكائنا العاطفي.
ومهارة الذكاء العاطفي ليست فقط مهارة نطبّقها في تعاملنا مع الآخرين، بل هي مهارة مؤثرة ومهمة جدًّا في تعاملنا الشخصي مع ذواتنا، ويمكننا توظيف الذكاء العاطفي في تحسين علاقتنا بذواتنا وتعزيز المهارة العاطفية، فنستطيع من خلاله معرفة نقاط القوة لتعزيز ثقتنا، والبحث عن نقاط الضعف، وفهم أسبابها للتعامل معها وحلها وتحويلها إلى نقاط قوة.
وأيضًا يمكننا توظيف الذكاء العاطفي في تحسين علاقتك بالآخرين في بيئة العمل، حيث تشكّل المجتمعات الدراسية والوظيفية جزءًا كبيرًا من حياتنا اليومية، ويواجه الموظف أو الطالب الكثير من المشكلات والتحديات من حوله، ويُدير الكثير من الحوارات المهمة الجانبية، والتواصل مع الزملاء؛ لذلك يحتاج إلى توظيف مهاراته وقدراته في الذكاء العاطفي لإدارة جميع هذه التحديات.
وللذكاء العاطفي تأثير كبير على بيئة العمل، فالذكاء العاطفي يساعد في حل النزاعات واختلاف وجهات النظر، وتعزيز قدرة الموظفين على التعامل مع أوقات الإجهاد والتوتر، وأيضًا يحسن التفاعل بين أعضاء الفريق، حيث إن الذكي عاطفيًّا قادر على بناء علاقة طيبة مع الجميع من حوله.
فالذكاء العاطفي له تأثير على الكثير من جوانب حياتنا، ومن المهارات المهمة في بناء العلاقات مع الآخرين والحفاظ عليها.