مكية فقيه

عبارة دائمًا ما تتكرَّر على مسامعنا، خاصة من إخواننا المصريين،

فهو مَثَل شعبي يُضرَب للتأكيد على ضرورة التوفير، وتجنب الإسراف.

فعندما ننسى أنفسنا ونحن نلهث لتحقيق رغباتنا الملحَّة وغير الملحَّة متناسين أن نترك ولو القليل لتلك الأيام التي قد لا نجد فيها ما يكفينا، نتذكر حينها هذا المَثَل؛ لنقف معه وقفة تأمُّل، ونُعِيد حساباتنا، وننتبه لجيوبنا وما تحمله متسائلين: أين ذهبت قروشنا؟!

حقيقة أصبحتُ أؤمن بهذا المثل، وأطبِّقه في حياتي، وأدرِّسه لأبنائي، وهناك كثيرٌ من الأمثلة التي تحاكيه في المضمون والمعنى، فالادخار ثقافة لابد أن تُدرَّس وتُعلَّم للأجيال.

فاليوم الأسود هنا كناية عن الضائقة المالية، وقد يكون ذلك آخر الشهر، فعادة ما تجد الأغلبية من محدودي الدخل يعيشون حالة استنفار وأزمة اقتصادية، ويبدؤون بتطبيق نظرية شد الحزام، وكأننا دخلنا حالة حرب، فالادخار يقيك من الوقوع في هذا المنزلق، ويكفيك الوصول لهذه المرحلة.

فتعلّم هذه الثقافة التي باتت مهمة اليوم، وأصبحت ضرورة من ضرورات الحياة.

وقد أعطتنا أزمة كورونا مثالًا حيًّا على أرض الواقع عشناه جميعنا، فلا يخفى عليكم كم تسبَّب هذا الفيروس في تدهور الوضع الاقتصادي العالمي، حيث بلغت الأسهم العالمية أدنى مستوياتها في ذلك الوقت.

وخسر الكثيرون منا مشاريعهم ووظائفهم وتكبَّدوا الديون، ناهيك عن الضرائب والخسائر التي ترتَّبت على ذلك.

فالأيام العصيبة تأتي فجأة دون سابق إنذار، فنحتاج إلى الحِكمة في إدارة شؤوننا المالية، نحتاج لنتعلَّم كيفية الصرف التي تتناسب مع دخلنا.

ولا بأس إذا اضطررنا في بعض الحالات إلى أخذ دورات تدريبية في ذلك.

فالاستهلاك بلا ضوابط مصيبة قد تؤدي بصاحبها إلى الغرق في الديون والقروض، وقد تكون نهايته وخيمة.

(إذا كنت تشتري ما لا تحتاجه، فسيأتي عليك الوقت الذي تضطر فيه لبيع ما تحتاجه).

@m_f1396