سعيد عيسى

‏@Sa3eed3esa

ما زال مزاد نادي الصقور السعودي المقام في مقر النادي بملهم شمال مدينة الرياض يحقق زخما كبيرا في نسخته الثالثة هذا العام، نظرا لتخصصه في الطرح المحلي، ولخصوصيته في جمع الصقارة والطواريح ومحبي الصقور والمهتمين بها جميعا في مكان واحد.

وتأتي أهمية مزاد الصقور في كونه ضمن منظومة الاهتمام بالصقور كتراث سعودي وعربي أصيل، والذي يعمل نادي الصقور السعودي منذ نشأته في عام 2017م على إحيائه وحفظه وتشجيعه، كأحد مفردات الهوية السعودية، التي يتوارثها أبناء الجزيرة العربية جيلا بعد جيل.

فمزاد نادي الصقور السعودي يأتي في الترتيب الزمني كثالث فعالية رئيسية، من بين أربع فعاليات كبرى تنظمها المملكة، وتشهدها المنطقة والعالم في مجال الصقور خلال الفترة من شهر أغسطس حتى نهاية العام الجاري، والتي يأتي أولها معرض الصقور والصيد السعودي الدولي، ثم المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور، ثم المزاد الحالي الذي يختص بالطرح المحلي، ويستمر حتى منتصف شهر نوفمبر، ومن بعده يأتي مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور في نهايات الشهر، والذي يستمر حتى أواسط شهر ديسمبر، ليقدم للصقارين وعشاق هذه الهواية التراثية الأصيلة زخما جديدا من الفعاليات والسباقات المليونية، التي تجعل من هذه الشهور الأخيرة من العام متنفسا كبيرا لعشاق الصقور، والتي يمارسون فيها هواياتهم ويستمتعون بها ويتكسبون منها أيضا.

ومن خلال متابعتي لهواية تربية الصقور وطرحها والصيد بها، فإن مزاد نادي الصقور السعودي يحظى بمكانة خاصة لدى الصقارين في هذا الإطار، لتزامنه مع موسم هجرة الصقور وبداية موسم الطرح، وهو بالتالي يعد فرصة كبيرة للصقارين والطواريح ومربي الصقور لممارسة هواياتهم الأصيلة، وأيضا فرصة لجني الأرباح من خلال بيعها عبر مزاد نادي الصقور السعودي، والذي اكتسب مكانته الخاصة عبر نسختيه السابقتين، واللتين حققتا مبيعات بلغت أكثر من 18 مليون ريال لقاء 197 صقرا.

ومما لا شك فيه أن نادي الصقور السعودي استطاع منذ نشأته، قبل نحو خمس سنوات، أن يعيد إحياء تلك الهواية التراثية الأصيلة، من خلال تنظيم الصيد بالصقور ونشر الوعي البيئي، وحفظ تراث الآباء والأجداد، ولكن أيضا للإنصاف، فإن تلك الأهداف ما كانت لتتحقق لولا هذا الدعم السخي من القيادة، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وتوجيهات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، المشرف العام على نادي الصقور السعودي، ومتابعة سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس مجلس إدارة النادي، حيث يأتي الاهتمام بتلك الهواية لكونها أحد رموز التراث العربي الأصيل، وأحد عناصر الهوية الثقافية السعودية، والتي تعنى المملكة بالحفاظ عليها وإحيائها، وهو ما أكدت عليه رؤية 2030 التي اعتبرت التراث عنصرا هاما يسهم في حفظ هوية المجتمع، وينعکس على تنمية الحس الوطني لدى أفراده.