د. شجاع البقمي

shujaa_albogmi@

النسخة السادسة لمبادرة مستقبل الاستثمار رسمت ملامح مهمة في مستقبل الاستثمار في الإنسانية وكيفية تجاوز التحديات الصعبة التي يواجهها الاقتصاد العالمي اليوم، بما يتيح مجالا أرحب للنمو وتعزيز معدلات الإنتاج الصناعي، وتطوير كافة القطاعات الاقتصادية؛ بما ينعكس إيجابا على الاقتصاد العالمي خلال المرحلة المقبلة.

أعمال الدورة السادسة لمبادرة مستقبل الاستثمار، جاءت تحت شعار «الاستثمار في الإنسانية.. تمكين نظام عالمي جديد»، وذلك بمشاركة 6000 مشارك من دول العالم، و500 متحدث من قطاعات مختلفة من داخل وخارج المملكة، واستمرت على مدى ثلاثة أيام.

وشهدت النسخة السادسة للمبادرة نحو 180 جلسة عُقدت بشكل متزامن، إضافة إلى 30 ورشة عمل و4 قمم مصغرة موزعة على مدى الأيام الثلاثة، فيما برهنت المبادرة على أهمية العمل الجماعي لتحقيق التأثير الكبير على مجالات دعم الإنسانية خاصة في ظل ما يواجهه العالم من تحديات عديدة وصعبة.

وتٌعد مبادرة مستقبل الاستثمار الحدث السنوي العالمي البارز بمثابة المحرك للتعاون العالمي مع أهمية الالتزام بالمقدرات؛ ومن أبرزها الاستثمار في الإنسانية في نظام عالمي جديد، فيما باتت الصناعات المختلفة مثل الاتصالات والصحة وقطاع التجزئة والقطاعات الأخرى من العوامل الرئيسة التي أسهمت في الحراك العالمي.

وشدد جلسات المبادرة في هذه النسخة على ضرورة أن يكون العالم منفتحا على الابتكار وأهمية أن يكون المستثمرون متحدين للوصول إلى تحقيق الطموحات على المدى البعيد، يأتي ذلك في الوقت الذي تمكنت فيه المملكة العربية السعودية من عمل شراكات مع شركات عالمية بتناغم كامل لتحقق الاستدامة وفي جميع أنحاء العالم.

وتمنح مبادرة مستقبل الاستثمار من عام لآخر الاقتصاد العالمي فرصة لأن يقف على أرض صلبة من الأفكار والشراكات والنقاشات التي تفتح آفاقا أكبر للنمو من جهة، ومواجهة التحديات من جهة أخرى؛ فالعديد من المشاريع التي تم الإعلان عنها في النسخ السابقة من المبادرة هي مشاريع بدأت بالانطلاق فعلا وأصبح لها أثر إيجابي على النمو الاقتصادي وفرص العمل والتنمية.

وفي المملكة العربية السعودية باتت أرقام النمو الاقتصادي مؤشرا مهما على حجم إيجابية الخطوات الكبيرة التي تم العمل بها في السنوات الأولى من عمر رؤية 2030، والتي دفعت بالاقتصاد السعودي إلى أن يكون الاقتصاد الأكبر نموا في العالم أجمع خلال العام 2022 بحسب تقديرات بيوت الخبرة العالمية المتخصصة.

ختاما... تعزز الشركات العالمية من استثماراتها في المملكة العربية السعودية، وترصد بيوت الخبرة العالمية نجاحات المملكة في تنفيذ حزمة الإصلاحات الاقتصادية التي تم إطلاقها بلغة الأرقام وعلى أرض الواقع، الأمر الذي دفع الكثير من المستثمرين حول العالم إلى ضخ مزيد من الاستثمارات النوعية في المملكة، وتعزيز مستوى شراكاتهم مع المستثمرين السعوديين.