استهل موسم تنوين الإبداعي 2022 الذي يقيمه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» فعالياته مساء يوم الخميس الماضي، بجلسة حوارية ضمت مسؤولين ومختصين في العديد من القطاعات.
وهدفت الجلسة إلى تعريف المشاركين بكيفية بث روح التعاون عبر مفهوم الإبداع؛ تحقيقًا للريادة والاستدامة، وخلق شراكات مجتمعية، والعمل على تفعيلها بهدف نشر ثقافات جديدة قادرة على إحداث حراك مجتمعي يسبغ قيمة حضارية وأثر واعد.
ويستمر الموسم الإبداعي، الذي يعد أكبر مواسم الإبداع في المملكة، حتى 12 نوفمبر القادم تحت شعار «التعاون»، بمشاركة 26 متحدثًا مختصًا، وتقديم 18 حوارًا وجلسة نقاشية و7 ورش عمل مبتكرة، والعديد من الدورات الاحترافية، و4 محطات متنوعة تشتمل على عدد من التجارب الإبداعية مع العديد من الجلسات الاستشارية من قبل مختصين ومؤسسات عريقة.
كما يقام معرض مصاحب للفعاليات، تُعرض خلاله خمسة مشاريع إبداعية بحضور طلبة ومهتمين ومصممين ومدربين، لاستكشاف مواطن الإبداع والابتكار.
تصورات شاملة لمستقبل الاقتصاد الإبداعي
قدمت مديرة قسم البرامج في «إثراء» نورة الزامل خلال كلمة ألقتها، تصورات شاملة لمستقبل الاقتصاد الإبداعي، باعتباره الخيار الأمثل لبناء مستقبل سوق العمل، الذي يعد أحد ركائز رؤية «إثراء» الأساسية التي تستند على الصناعات الإبداعية المتمركزة داخل شبكة مترابطة ينتج عنها الابتكار من أجل اقتصاد أكثر شمولية.
ونوهت بمتطلبات القطاع الإبداعي، والتحديات التي تتطلب جملة من الحلول المشتركة والثروات المحلية، من خلال تسليط الضوء عليها بمشاركة الأفراد، والشركات الصغيرة والمتوسطة، وصناديق التمويل، والبرامج والمبادرات.
مدير قسم البرامج في «إثراء» نورة الزامل - اليوم
مجالات استثمارية للمشروعات الإبداعية
الزامل أشارت إلى أبرز التوقعات لمستقبل الاقتصاد الإبداعي في المملكة، فمن المتوقع أن يسهم بنسبة 27% في فتح مجالات استثمارية لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مع إمكانية خفض مؤشر البطالة بما يصل إلى 29%، ناهيك عن إمكانية إنشاء قنوات استثمارية دولية جديدة قد تصل إلى 35%، الأمر الذي يؤدي على زيادة مستوى دخل الفرد بنسبة 24%.
ارتفاع ثقافة الابتكار إلى أعلى مستوياتها
بموازاة ذلك، توقع مدير عام التواصل المؤسسي والاستدامة والشراكات الاستراتيجية في شركة «التركي» القابضة، أنس الجريفاني، خلال الجلسة الحوارية التي أدارتها الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي «لتسامي» لجين العبيد، أن تصل ثقافة الابتكار خلال الأعوام المقبلة إلى أعلى مستوياتها.
وأشار إلى ما تسعى إليه «التركي» القابضة من أجل بناء الفرد، قائلًا: «نحرص على»الإسهام«في بناء أثر اقتصادي بطابع مجتمعي».
وشاطره الرأي مستشار التسويق المؤسسي والتواصل في الخطوط السعودية إبراهيم عقيل، حول تفعيل الشراكات الإبداعية وبث التعاون على المستويين المحلي والدولي، في الوقت الذي لفتت المدير التنفيذي للفنون والصناعات الإبداعية في «الهيئة الملكية لمحافظة العلا» نورة الدبل، إلى آليات تفعيل الشراكات ذات القيمة التعاونية، كشراكات التدريب والتطوير التي تبدو بمثابة رؤية مستقبلية.
عمق العلاقة بين الشراكات المجتمعية وروافد الإبداع
نوف العارضي المدير التنفيذي للشراكات في مركز «إثراء» كشفت عن عمق العلاقة بين الشراكات المجتمعية وروافد الإبداع، بوصفه متنفس للاستدامة.
وتحدثت العارضي خلال الجلسة عن مستقبل الصناعات الإبداعية التي لا تعمل بمعزل عن القطاعات الأخرى، فالعملية الإبداعية لديها جملة متطلبات لضمان استمراريتها في تشغيل محركات الاقتصاد الناجم عن مفهوم التشاركية بين الآخرين.
وشددت نائب مدير «فن جميل» سارة العمران، على ضرورة البرامج التعليمية واكتساب القدرات وفتح المجال للنقاش، وزيادة البرامج التأهيلية من أجل التعاون في تحقيق العديد من الأهداف القائمة على التمكين.
تأكيد مفهوم الإبداع بروح التعاون
واختتم حفل افتتاح موسم تنوين الإبداعي بحضور العديد من الأكاديميين ومسؤولين في العديد من القطاعين العام والخاص، وسط التأكيد على ما قدمه «تنوين» خلال الأعوام الماضية بمشاركة العديد من صناع التغيير والخبراء المحليين والعالميين، فيما استكمل الحضور مراسم حفل الافتتاح بجولة حول المعارض والفعاليات التي أقيمت خصيصًا لموسم هذا العام، والمشاريع والتحديات التي عُرضت، تأكيدًا على مفهوم الإبداع بروح التعاون.