محمد دغريري

أنشأت المملكة العربية السعودية «الهيئة الوطنية للأمن السيبراني» لهدف تحسين دفاعاتها الرقمية ضد الهجمات الإلكترونية المعادية وحماية البنية التحتية الحيوية للشبكات الحكومية والمؤسساتية والخدمية بالشراكة مع القطاعَين الخاص والعام لزيادة الوعي من مخاطر الهجمات الإلكترونية المعادية التي تغزو العالم في كل لحظة، والأمن السيبراني يتعامل كدرع حصينة؛ للحد من المخاطر التي يواجهها الأفراد والشركات والحكومات لحماية معلوماتهم الشخصية، وتمثل أولوية قصوى للمملكة العربية السعودية؛ لبناء دفاع إلكتروني قوي يحمي مكتسباتها الرقمية من مخاطر التجسس، والتسلط على البيانات الرقمية؛ لذا تمَّ إنشاء الهيئة الوطنية السعودية للأمن السيبراني لتعزيز الوعي للمستخدمين، وأطلقت برنامج التحوُّل الوطني 2020 لتصبح واحدة من أفضل 25 دولة في العالم في مجال الأمن السيبراني، وشكّلت فريقًا وطنيًّا للاستجابة للحوادث الأمنية، وتطوير نظام الذكاء الاصطناعي بمعايير دولية واضحة، وحرصت على البرامج التوعوية والتدريبية للشركات والمؤسسات، وساهمت في عدة مبادرات لتحسين بنيتها التحتية بالتعاون الجاد مع الخبراء المختصين في هذا المجال الحساس، وها نحن في حاضرنا نشهد حروبًا إلكترونية ما بين بعض الدول المتقدمة في علوم التكنولوجيا دون استخدام الأسلحة التقليدية؛ للحصول على القدر الكافي من المعلومات والبيانات دون إراقة قطرة واحدة من الدماء، وحتى لا تكون فريسة سائغة «لا تفتح مجالا لقراصنة احتيال التصيد الإلكتروني»، واحمِ نفسك منهم بأسهل الطرق، بالتأكد من حفظ بياناتك الشخصية، وعدم تداولها في الإنترنت، ولا تفتح رسائل البريد الإلكترونية التي تحتوي على روابط متعددة ومشبوهة، وتأكد من امتداد تلك الروابط، والتحقق من مصادرها، فقد تكون ملغّمة بفيروسات وبرمجيات خبيثة، وكذلك الحال بالنسبة للرسائل النصية، ولا تقبل اتصالات خارجية من دول أجنبية ما لم تكن مبرمجًا تلك الأرقام في قوائم جوالك، فهنالك أرقام ليست صحيحة توهم المستخدمين بالمسابقات الوهمية، وتقديم الخدمات المالية دون مقابل، وقد تسلب بياناتك الخاصة مثل الصور ومقاطع الفيديوهات، ويتم ابتزازك بطرق غير مشروعة، ويتم تهديدك ما لم تدفع لهم، وتحقق رغباتهم، وكم سمعنا وشاهدنا ضحايا الاستغلال الإلكتروني خسروا كل ما يملكون بأرخص الطرق في يوم وليلة، قد تتساهل في بعض الأمور الصغيرة، ولكن لن تشعر بقيمتها إلا وقت فقدانها، ولو تعلم بأن هنالك شركات على مواقع التواصل الاجتماعي تدفع مليارات الدولارات لشراء بيانات المستخدمين لغرض المتاجرة قد تصعق وتتبلد مشاعرك، ومن الأفضل أن تخصص ساعة زمن من وقتك الثمين وتتعلم فوائد الأمن السيبراني؛ لتحمي نفسك ووطنك ومَن تحب.