د. عبدالحميد البشر

احتوى التراث الإسلامي على كافة جوانب حياة الفرد والجماعة واهتم بهم روحيا واقتصاديا وصحيا. فحفظ النفس البشرية من أولى الضرورات الخمس التي جاء الإسلام بها وهي حفظ النفس والعرض والعقل والدين والنسل.

أما ما يتعلق بموضوعنا وهو الصحة في الإسلام فيوجهنا لاهتمام الشريعة الإسلامية بسلامة الإنسان من الأمراض ومسبباتها ووقاية المجتمعات وحفظها من الأوبئة والحد من انتشارها قدر المستطاع. فقد حاكت توجيهات الرسول الكريم أحدث التوصيات الطبية الصادرة من أرقى المعاهد والمدارس الطبية في عصرنا الحديث.

ففي زمن الكورونا تعرف أغلب العالم على مصطلح الحجر الصحي ولكن الرسول الكريم ذكر هذا الإجراء قبل ما يفوق الألف وأربعمائة عام عندما قال (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها).

وكذلك حث الإسلام على التداوي والاستشفاء والذهاب للمختصين وأهل الخبرة. والبعد عما يكون سببا في الأمراض النفسية ومنها التعلق بالسحر والأوهام والشعوذة فقال الرسول الكريم (تداووا عباد الله ولا تداووا بالحرام) وهذا سبب لصحة الفرد البدنية والنفسية.

ومن صور الاهتمام الأخرى بصحة المجتمع تشجيعه على نظافة الطرقات ومكافأة من يزيل الأذى عن طريق الناس وتحذيره لمن يكون سببا في انتشار الأوساخ والمخلفات المسببة للأمراض فقال الرسول الكريم (من غسل سخيمته على طرق من طرق المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) وهذه المنهيات من أسس انتشار الأمراض العامة.

لو طبقت التوجيهات الإسلامية السمحة لنجت البشرية من كثير من الأوبئة والأمراض التي أنهكت مجتمعاتهم وأضعفت قواهم. حقا إن الإسلام دين كامل روحيا وبدنيا واجتماعيا.

agaab2005@hotmail.com