أروى المزاحم

تم اكتشاف فيروس السعادة منذ زمن بعيد جدا وهو عبارة عن فيروس معد يصيب كل الأشخاص الذين يجالسون ويختلطون بالأشخاص السعداء، صدر هذا التعريف مني لهذا الفيروس اعتدادا بالمثل القديم القائل (جاور السعيد تسعد)، أعراض هذا الفيروس كثيرة لعل أبرزها هي الإحساس بالمتعة والانبساط، انشراح الصدر، سعة البال، وإطلاق البشاشة والضحكات والابتسامة، فبمجرد انضمامك لمجموعات سعيدة من الأشخاص وكذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي ستجد نفسك تلقائيا تتأثر بعدوى سعادتهم، وما أحلاها من عدوى!

السؤال الذي يطرح نفسه هل للسعادة طرق جيولوجية أو آليات ديناميكية أو دورات تدريبية خاصة بتعلمها؟؟

الإجابة من وجهة نظري لا، فموضوع السعادة لا يمكن اختصاره في مقال إذ أن السعادة قرار يتخذه المرء بنفسه ليشعر بها فإن لم يقرر هو ذلك، هي لن تخطو إليه ولن تمنحه نفسها، ولعل هناك بعض الأسباب التي من شأنها أن تزيد الشعور بالسعادة كالتقرب لله بالطاعات، وحب الإنسان لنفسه باعتدال دون أن يبخسها أو يقلل منها، والامتنان لكل ما يملكه الإنسان من نعم وأشخاص وأماكن زارها كانت سببا في سعادته وشكر الله عليها، الأصدقاء أيضا لهم دور كبير في ذلك إذ قالت العرب قديما: الرفيق قبل الطريق! وهذا يدل على أنه لا يمكنك الشعور بالسعادة وأنت تصاحب صديقا نكديا يفسر الأمور على الدوام بطريقة سلبية ومتشائمة.

ختاما أقول بأن الشعور بالسعادة لا يقتصر على الصاحب النكدي فقط ولا على المجموعات النكدية التي توقت زمنا خاصا للسعادة، وتحدد معيارا محددا يجعلك مستحقا للشعور بالسعادة من نفسك، ولكن الشعور بالسعادة الحقيقية يستند إلى أساس حقيقي ووجودي، لذلك فإن على الإنسان أن يعلم بأن السعادة لا تنتج عن تلبية رغبات مؤقتة، بل أن يصبح تفكيره أعمق من ذلك، وأن يفهم بأن أساس السعادة ينتج من القيم الثابتة التي تبقى ولا تزول بزوال المسبب المباشر.

ومضة:

اضحك للدنيا تضحك لك.

Twi: @al_muzahem