اليوم - الدمام

تحظى المبادرات والبرامج والمشروعات الخاصة بالمناخ وحماية البيئة، بدعم كبير من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تحقيقًا لأهداف رؤية المملكة 2030، وهو ما أدى إلى تقدم المملكة 10 مراكز في مؤشر المستقبل الأخضر 2022.

وتستمر المملكة في جهودها لحماية البيئة، ففي عام 2021م أطلق سمو ولي العهد مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، اللتين تُسهما في تحقيق طموح المملكة للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060.

وتعمل مبادرة السعودية الخضراء، من خلال نهج يشمل جميع فئات المجتمع، مع جميع الهيئات والمنظمات، في جميع أنحاء المملكة، لزيادة فاعلية وتأثير مبادراتها وإجراءاتها، وخلق فرص لإطلاق مبادرات جديدة، تحت رعاية سمو ولي العهد.

وتسهم مبادرة السعودية الخضراء في تعزيز جهود المملكة لمواجهة التغيُّر المناخي، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، وخفض انبعاثات الكربون، بإشراف ومتابعة وتوجيه سمو ولي العهد.

كما تساعد المبادرة في سد الفجوة في جهود الاستدامة التي يبذلها القطاعان العام والخاص، وتحديد فرص التعاون والابتكار.

الحياد الصفري

أكد سمو ولي العهد توجه المملكة لبلوغ الحياد الصفري عام 2060م، ورفعها التزامها بخفض الانبعاثات إلى أكثر من 278 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030م، أي ما يعادل أكثر من ضعف ما سبق الإعلان عنه في عام 2015م، والذي كان يبلغ 133 مليون طن سنوياً.

وبصفته رئيسًا للجنة العليا لشؤون مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء وتمكين قطاع الطاقة المتجددة، يقف سمو ولي العهد داعمًا وموجهًا لإطلاق وتنفيذ العديد من مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي تستهدف رفع نسبة الطاقة المتجددة والغاز في مزيج الطاقة الذي يُستخدم في إنتاج الكهرباء إلى 50% لكلٍ منهما بحلول عام 2030.

وتضمنت مبادرة السعودية الخضراء أكثر من 60 مبادرة تنطوي على استثمارات تُقدّر بنحو 700 مليار ريال، تسهم في نمو اقتصاد أخضر.

طموحات مبادرة السعودية الخضراء

من خلال المبادرة، يستهدف سمو ولي العهد تحقيق ثلاثة أهداف طموحة على الصعيد الوطني وهي:

- زيادة جهود التشجير بزراعة 10 مليارات شجرة، ومساحات المسطحات الخُضر باستصلاح 400 مليون متر مربع من الأراضي في كل أنحاء المملكة.

- زيادة رقعة المناطق المحمية البرية والبحرية لتعزيز حماية التنوع بيولوجيًا.

- الحد من انبعاثات الغازات المُسببة للاحتباس الحراري.

تقدم ترتيب المملكة في محور انبعاثات الكربون

يعكس تقدم المملكة في الترتيب العام لمؤشر المستقبل الأخضر 10 مراكز خلال عام واحد، جديتها في الحفاظ على البيئة والإسهام في مواجهة آثار التغيّر المناخي.

ويعتبر هذا التقدم في عدة محاور للمؤشر، دلالة على شمولية نهج المملكة في التعامل مع قضايا البيئة والمناخ، كما يعكس بشكل مباشر تنفيذ برامج رؤية المملكة 2030.

ويؤكد التقدّم الذي تحقق في مجال انبعاثات الكربون، أهمية دعوة المملكة إلى وجوب التركيز على الانبعاثات نفسها وليس على مصادرها.

كما أن التقدم في محور انبعاثات الكربون 27 مركزًا، هو تأكيد على فاعلية مبادرة المملكة لمضاعفة مستهدف المساهمات الوطنية الطوعية في خفض الانبعاثات.

ويشير هذا إلى إسهام البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون في تقدم المملكة في مختلف جوانب المؤشر، بما فيها محور انبعاثات الكربون باعتباره نهجًا شموليًا لمعالجة التحديات المترتبة على الانبعاثات وإدارتها.

تحولات الطاقة

تستهدف المملكة رفع نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الأمثل إلى ما يقارب 50% بحلول عام 2030، كما تستمر في تشغيل وإطلاق وطرح مشروعاتها لتعزيز نموها وإسهاماتها في تحول الطاقة.

وتعمل المملكة على توطين تقنيات الطاقة المتجددة من خلال مبادرات نوعية تساهم في تحول الطاقة، فضلًا عن العمل على العديد من المبادرات لاستخدام الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء.

كما يستهدف برنامج إزاحة الوقود السائل مليون برميل يوميًا في عام 2030، أي ما يقارب 95% من استهلاك المملكة في عام 2019.

تقدم ترتيب المملكة في المجتمع الأخضر

يعكس إنشاء المركز السعودي لكفاءة الطاقة اهتمام المملكة بأنماط الاستهلاك، والإسهام في إيجاد حلول فعالة ترتكز على الابتكار والإبداع.

وأسهم إطلاق أكثر من 27 مواصفة وتنظيمًا في رفع كفاءة الطاقة في الأجهزة والمباني، ما عزز من ترتيب المملكة في المؤشر الفرعي للمباني الخضراء.

وتولي المملكة مجال المواصلات الخضراء أهمية بالغة، وتمثل ذلك في إطلاق المواصفة السعودية لكفاءة وقود السيارات Saudi CAFÉ .

وتُنفذ مشروعات كفاءة الطاقة من خلال برنامج إعادة تأهيل المباني والمرافق العامة، ويُسهم تركيب أكثر من 10 ملايين عداد ذكي في شبكات الكهرباء في تمكين مشاركة المجتمع بصورة واسعة من رفع كفاءة استهلاك الطاقة.

التقدم في محور الابتكار

يُسهم إطلاق ودعم برنامج الابتكار في قطاع الطاقة في نقل وتوطين التقنية وتحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية تتمثل في تطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، ودعم البحث والتطوير وتدريب الكفاءات في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي، ودعم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في الطاقة.

ويتضمن البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون مشروعاتٍ للابتكار في تقنيات عالية الدقة في مجال الطاقة، فضلاً عن اعتماد اتجاه المملكة في تطبيقات الهيدروجين على الاستثمار في الابتكار بقطاعات النقل والتقنية.

ومع كل هذه النجاحات، أدى تشجيع المملكة للابتكار في تحقيق المركز الأول في محور براءات الاختراع الخُضر في الشرق الأوسط.

سياسات المناخ

يعكس تحديث المملكة لتقرير الإسهامات الوطنية الطوعية، الذي رفعت فيه مستوى إسهاماتها المحددة وطنياً، بتخفيض الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن بشكل سنوي، بحلول عام 2030 م، أي ما يعادل أكثر من ضعف ما سبق الإعلان عنه؛ التزام وجدية المملكة في الإسهام بمعالجة قضايا المناخ العالمية.

ويمثل مجمع مشروعات احتجاز وإعادة استخدام الكربون CCUS Hub عنصرًا داعمًا في مجال سياسات المناخ.

كما يتسق تطوير المملكة لإطار عمل شمولي للتمويل الأخضر للمساعدة في الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060، مع اتفاقية باريس للمناخ، ونهج اقتصاد الكربون الدائري الذي دعمته مجموعة العشرين.

وتعتبر منصة الرياض الطوعية لتداول وتبادل تأمينات وتعويضات الكربون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المنصة الرئيسة في المنطقة والوجهة الأساس للشركات والقطاعات المختلفة التي تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون أو الإسهام في ذلك.