د. محمد باجنيد

bajunaidm@hotmail.com

شعرت برغبة شديدة..

في كتابة ذكرياتي..

عن (النزلة)..

حارتي الجداوية..

التي ساعدتها الظروف..

لتظل كما هي..

قبل أن يداهمها التغيير..

وتزال بالكامل..

في بيوتها وأزقتها..

قصص عظيمة..

لأناس جمعتهم قيم جميلة..

وخصائص فريدة..

كان النهار طويلا..

نستقبله باكرا..

نصحو مع الديكة..

لنستمتع بمنظر الحارة الناعسة..

تفتح عيونها لتحتضننا..

وقطرات الندى على رموشها..

كم هي فاتنة..

هذه النزلة..

مبتهجة كعروس..

في أحلى صباحية..

العروس تضحك لي..

تدعوني لأبقى معها..

والرجال الأشاوس..

يرددون:

قم يا بني قم على مدرستك..

قم يا بني قم..

عطريق العلم امش في دربك..

قم يا بني قم..

تنطلق هذه الأغنية..

القابعة في قاع ذاكرتي..

من راديو أختي الكبرى (شيخة)..

وقد كانت مدمنة راديو..

تصحو قبل الديكة..

لتدير المذياع..

على البث المحلي..

وهم كالجبل يجثو..

على صدري..

وليس هناك مجال للغياب..

فأخي حسين يجلس بالمرصاد..

ليكشف سريعا..

أعذار المرض المصطنعة..

ليس لي سوى أن أستحضر..

الأشياء الجميلة في المدرسة..

لقاء الأصحاب..

حصة البدنية والفنية..

إن كانت في جدول ذلك اليوم..

متجاهلا كل ما يكدر الخاطر..

هكذا أنا دائما..

أصنع من (الفسيخ شربات)..

لتحلو الحياة..

هذه الصفة ما زالت..

باقية في حياتي إلى اليوم..

لن تستطيع هموم الدنيا..

أن تفقدني فرحتي بالحياة..

إنني أملك كل شيء فيها..

أمن في البلد الآمن..

ولقمة هنية..

وبيت يلمني..

وبوح هو سر حبوري!

حكايات حارتي النزلة..

ستكون حاضرة..

في معرض الكتاب..

في جدة..

أقدمها للقراء..

أجمع فيه ذكريات جميلة..

لأناس جميلين لا يمكن..

أن تمحوهم الذاكرة..

*****

قصيدتي في وداع (النزلة)!

شمس تبدت في سما أعيادي

فأضاءت الدنيا وحل سعادي

قد أبصرت طفلا يتيما قد صفا

وجه الزمان به بحلم مراد

يا نزلة الخير العميم لك الهنا

بجميل حب طاب فيه فؤادي

بالأمس كنت منازلا مملوءة

بالأنس يحلو ليلك بوداد

واليوم تهوي ذكرياتي كلها

بزوال أطلال الهنا بحداد

هي صورة القمر المنير تسمرت

وبقيت ألمح في السماء مرادي