محمد دغريري

مزاد الإبل، التيوس، الأغنام، الطيور، أرقام الجوالات، لوحات العربات هي لدى محبيها هوايات ورغبات خاصة يجدون بها المتعة حتى لو طارت أموالهم في غمضة عين، وفي الجانب الآخر يرى «البعض» بأن تلك المزادات مبالغ فيها للحد اللامعقول وهدر مالي في غير مكان، ومهما اختلفت الآراء بين النّاس تبقى في محل تقدير ولهم فيما يعشقون مذاهب.

شاهدتم على سبيل المثال لا الحصر فرخا من الصقور يساوي تسعين ألف ريال، فكيف بالصقور الأغلى ثمناً، وتيسا من سلالة نادرة يصل سعره فوق ثلاثمائة ألف وأنت طالع، ولوحات سيارات وأرقام جوالات حدث ولا حرج، ولكن دعوني أخاطب العقول المتزنة بما تمليه علينا الضمائر.

هذا الهدر المالي لماذا لا يوظف في مشاريع استثمارية يعود نفعها للفرد والوطن بأسلوب حضاري معتدل؟ وما الفائدة أن تدفع مبلغاً خياليا في رقم جوال مميز؟ هل تعتقد من يتلقى الاتصال سوف يدقق بالرقم؟ وأنت تعلم بأن الأرقام بمختلف أنواعها وأشكالها تسجل بالأسماء ولا تبقى عارية دون هوية، وحتى الكثير عندما يتلقون اتصالات بالخطأ من أرقام مميزة غير مألوفة لا يردون عليها، معتقدين بأن هناك «شفرة خلفها»، وأيضا أرقام لوحات السيارات المميزة، هل تحسب سيوقفك أحد المارة ويتصور مع اللوحة؟ وماذا تستفيد عندما تدفع مبلغاً غريبا في طيور قد تهاجر في أي لحظة بينما استطاعتك الذهاب لأرقى المطاعم وأخذ ما تشتيه نفسك ومن ثم هذه الطيور قد تموت وتمرض وتسبب العدوى في مواسم تمر بها من حين لآخر؟ وما الفائدة عندما تشتري نوعاً من الحيوانات ذات «المزاد الغالي» وعندما يأتيك ضيوف وقد أفلست تذكيها وقد خسرت أضعاف قيمتها، هذه الأمثلة هي لواقع مؤلم نعايشه وعندما نخفي الحقائق تحت مظلة «البريستيج والتباهي» عندها نكذب على أنفسنا ونخدع من حولنا، حقيقة لم أجد تفسيراً مقنعا لما يسمونه بـ «أسواق المزاد الفاخر»، ولكني مؤمن بالمثل الشعبي المصري «إللي معاه قرش محيره يجيب حمام ويطيره» وسلامة فهمك.

@n9n2m