الملك فهد..الريادة قلبا وقالبا
ان منح مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ الوسام الذهبي الأكبر للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الاليسكو) تأكيد وتثمين لدوره الريادي في بناء القاعدة الأساسية للتعليم في بلادنا منذ عام 1373هـ وحتى الآن. ويأتي تقليده ـ أيده الله ـ هذا الوسام بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس وزارة المعارف وهو عرفان بما قدمه ويقدمه لبناء الإنسان السعودي من أجل غد مشرق لهذا الوطن المعطاء منذ ان كان أول وزير للمعارف الى ان أصبح على قمة هرم القيادة في المملكة، يعطي التعليم أكبر همه ويوجه بالانفاق على التعليم بلا حدود فأخذ ـ حفظه الله ـ يضع الأسس ويرفع اللبنات ويشيد الصروح العلمية من مدارس ومعاهد وكليات ومدن جامعية, حيث لم تتبق بقعة في بلادنا لم يشتعل فيها قنديل العلم.. وما زال هذا الدور يتواصل ويمتد ويتعالى هديره في نبرة سخية من العطاء والبذل غير المحدود وغير المؤطر بطرق في أثر خلاق نجده في المخرجات النابهة التي تشير الى طيب الغرس وطيب الثمرة ولله الحمد. فيأتي هذا الوسام ليؤكد حقيقة بادية للعيان ويظهر دورا لم يفتر يوما.. كان يعمل منذ خمسين عاما لتكون الريادة قلبا وقالبا. اسما ومسمى، تنمو في حياض الملك فهد وتطل خيرا ينتشر ونورا يقتلع الجهل, ويرسي منارات للعلم، يقبل عليها أبناء الوطن وتذهب اليهم أينما كانوا من قلب المدينة الى القرى والأرياف والبوادي والهجر, حيث المدارس هي العنوان الذي ينطلق منه المستقبل الواعد وتصاغ فيه قسمات هذا الوطن الأبهى بفعل نظرة ثاقبة من لدن خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- تحتوي وتعطي وتؤسس، ويمثل فيها الحلم بازغا ناميا قابلا للتحقق والتدرج علوا كمنجز حضاري يحق لنا ان نفتخر به ونطيل به الأعناق.وما هذا الوسام الذي يلتصق الآن بصدورنا إلا علامة دالة وإشارة عالية التثمين تأتي من جهة منصفة في عالمنا العربي تقرأ الإنجازات الحضارية الاستثنائية ودورها في حياة المواطن واستدامة تنميته على نحو يقود الى الكفاءة المعرفية والامتلاء الثقافي والاستحقاق العلمي في هيئة جيل يتقدم ويصنع لصالح أمته ولصالح تمكينها من المشاركة في صياغة قافلة مستمرة من الانجاز والعطاء.. وهذا الوسام الذي تسلمه مولاي خادم الحرمين الشريفين لهو أكبر محفز لنا لنعرف أكثر رسالة وطننا وما ينتظرنا من واجب نحو امتينا العربية والإسلامية لتكونا دائما في ضفة المؤمل والمرتجى بإذن الله.. ونحمد الله على نعمه التي لا تحصى والحمد لله رب العالمين.