سيف الحارثي - الخبر

كشفت دراسة حديثة عن أن الحوادث المرورية تُعد السبب الأكبر لوفيات الأطفال بالمملكة بنسبة تصل إلى 40%، موضحة أن 50% من الوفيات في حوادث السيارات بين الأطفال الصغار تحدث نتيجة تجاهل استخدام المقاعد المخصصة لهم لمن أعمارهم أقل من 5 سنوات.

وأضافت الدراسة الموسعة التي أجراها كرسي أرامكو للسلامة المرورية بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، أن مقاعد الأطفال تخفض نسبة الوفيات عند الرضع بنسبة 71%، كما تقلل الإصابات والاحتياج للعلاج بالمستشفى بنسبة 69%.

استخدام المقاعد بمواصفات معينة يحقق السلامة للأطفال - مشاع إبداعي

جرس إنذار

وأوضحت عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للسلامة المرورية نورة العفالق أن الدراسة تتضمن إحصائيات خطيرة، وتعد جرس إنذار بخصوص ضرورة استخدام مقعد للأطفال في السيارات وبمواصفات معينة تحقق السلامة لهم.

وأضافت أن الدراسة نوهت بأن نسبة استخدام الأطفال الصغار للمقاعد داخل السيارات ضئيلة للغاية، وتعكس عدم العناية بهذا الأمر.

وأشارت الدراسة إلى أن نسبة استخدام المقاعد 27٪ فقط للأطفال الصغار أقل من 5 سنوات، بينما الأطفال الذين تزيد أعمارهم على 5 سنوات تصل نسبة استخدامهم المقاعد إلى 12٪.

رسائل توعوية

ولفتت العفالق إلى الدور الحيوي الذي تؤديه مبادرة مؤسسة مقعد الوقفية مقعد لكل طفل، إذ تركز على رسائل توعوية تصل للمجتمع بلغة مبسطة، ومن خلال فاعليات جذابة مشوقة هدفها إيصال رسالة بأهمية استخدام المقاعد المخصصة للأطفال للحدّ من وفيات وإصابات الأطفال في الحوادث المرورية، ورفع مستوى السلامة المرورية، تحقيقًا لمستهدفات استراتيجية السلامة المرورية ضمن رؤية المملكة 2030.

الحوادث المرورية تُعد السبب الأكبر لوفيات الأطفال بالمملكة - مشاع إبداعي

تفاعل الأطفال

أكدت العفالق أيضًا أهمية الشراكة بين مؤسسة وقف والجمعية السعودية للسلامة المرورية، التي كانت إحدى ثمارها الفاعلية التي أقيمت مؤخرًا بمجمع الراشد، وجذبت نحو 10 آلاف زائر، ونجحت في إيصال الرسائل التوعوية لهم بخصوص دور استخدام مقاعد الأطفال في الحد من حوادث الأطفال.

وقالت إن ما يؤكد ذلك تفاعل الأطفال من الحضور حاملين لافتة ثبتوني حتى لا تفقدوني.

ولفتت إلى حرص المؤسسة والجمعية على حثّ أولياء الأمور على الالتزام بإجراءات السلامة والمحافظة على أرواح الأطفال في السيارة.

وأكدت إدارة المرور أن الحوادث المرورية تعدّ المتسبب الأول في وفاة الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عامًا.

مقاعد مخصصة

كما أوصى المرور السائقين بالحفاظ على أرواح الأطفال، من خلال تلافي الأخطاء التي تؤدي إلى إيذاء الأطفال، منوهًا بضرورة الاعتماد على المقاعد المخصصة للأطفال، وغيرها من الطرق الأخرى التي تحمي الطفل أثناء القيادة.

وتعدّ حوادث السير من أخطر الحوادث التي تعانيها الدول الكبرى، كما أنها تقع نتيجة اتباع بعض الأخطاء البشرية.

ويوجد عديد من المسببات وراء حوادث السيارة التي تشهدها الدول حول العالم، أهمها: جلوس الطفل مع عائلته في المقعد الأمامي المجاور لمقعد السائق، وهو ما يجعله أكثر عرضة للحوادث، علاوة على أن عدم تثبيت مقعد أطفال في المقعد الخلفي للسيارة الخاصة من الممكن أن يؤذيه حال ارتطام السيارة بأي جسم صلب على الطريق.

نسبة استخدام الأطفال الصغار للمقاعد داخل السيارات ضئيلة للغاية - مشاع إبداعي

حافلة مدرسية

فيما يتعلق بأتوبيسات المدارس، من المفترض أن يتفقد مسؤول الحافلة المدرسية السيارة، للتأكد من وجود أي طفل في الحافلة، كما أن المدرسة الخاصة بالحافلة عليها دور مهم في توعية الأطفال معها بخطورة فرط الحركة، والتنقل بين المقاعد، والذي يؤدي إلى تعرض حياتهم للخطر.

ومن المفترض أيضًا أن يحذر سائق الحافلة المدرسية في أثناء قيادته، فيجب ألا يسرع على الطريق حفاظًا على أرواح الطلاب معه، كما أن عليه اختيار المكان المناسب لصف السيارة.

وبالإضافة إلى ذلك فإن عدم ربط أحزمة الأمان للأطفال من أهم الأسباب التي تعمل على وقوع حوادث السير للأطفال، مع أهمية حذر السائقين عند الاقتراب من حافلة مدرسية، حفاظًا على أرواح الطلاب داخلها.

المقاعد المخصصة بالرضع تجنبهم مخاطر الحوادث - مشاع إبداعي

إشارات المرور

لتفادي حوادث الطرق، يوجد بعض التوصيات التي أقرها خبراء المرور للحفاظ على سلامة الأطفال، وحمايتهم من حوادث المرور على الطرق أهمها: التنبيه على الطفل بالنظر إلى إشارات المرور قبل الشروع في قطع الطريق، بالإضافة إلى ضرورة النظر إلى الجهة القادم منها السيارات.

وإذا كان الطفل موجودًا في حافلة مدرسية، فمن المفترض أن يظل في مكانه دون أن يتحرك، إلى أن يصل إلى منزله، وعند النزول من الحافلة المدرسية لا بد أن يتفقد السائق الطريق من خلفه، حتى لا يتعرض الطفل إلى الاصطدام بسيارة على الطريق.