اليوم - ترجمة: إسلام فرج

ذكرت صحيفة «ذي جارديان» البريطانية ان الحرب في أوكرانيا تعزز علاقات روسيا مع كوريا الشمالية.

وبحسب تحليل لبيتر بومونت، تنذر مشتريات الأسلحة الروسية من إيران وكوريا الشمالية بتقارب متزايد في المصالح العسكرية والدبلوماسية بين موسكو ودولتين تعتبران منبوذتين دوليا.

تحوط روسي

وقال الكاتب: وسط اتهامات متجددة من واشنطن بأن روسيا تحاول شراء كميات كبيرة من ذخيرة المدفعية من بيونغ يانغ، بالإضافة إلى الصواريخ والطائرات دون طيار الأخرى، التي اشترتها بالفعل من إيران، أبرزت حملة شراء الأسلحة في موسكو المشكلات اللوجستية المتزايدة في حرب فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا.

وأردف: وفقًا لأحد الخبراء الذين قابلتهم الصحيفة، تشير جهود الكرملين العاجلة المستمرة للحصول على أسلحة، إلى أن روسيا تتصور استمرار القتال في أوكرانيا حتى العام المقبل، على الرغم من سلسلة النكسات العديدة لقواتها في ساحة المعركة في منطقة دونباس الشرقية وجنوب أوكرانيا.

المدفعية الكورية

تابع التحليل: ظهر آخر تقييم استخباراتي أمريكي بشأن المحاولات الروسية لشراء مدفعية من كوريا الشمالية، مما يشير إلى أن بيونغ يانغ ربما تحاول إخفاء إمدادات الأسلحة عبر دول في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.

ونقل عن جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، قوله: تشير معلوماتنا إلى أن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، تزود حرب روسيا في أوكرانيا سرا بعدد كبير من قذائف المدفعية، بينما تخفي الوجهة الحقيقية للشحنات بجعلها تبدو وكأنها مرسلة إلى دول في الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا.

وأضاف الكاتب أنه على الرغم من أن كيربي لم يذكر أسماء دول العبور، فإن كوريا الشمالية تزود إيران بالأسلحة ويتعاون البلدان أيضًا في تطوير الصواريخ.

منزل في أوكرانيا تعرض للتدمير جراء القصف الروسي - رويترز

مخزونات كبيرة

نوه الكاتب بأن كوريا الشمالية جذابة بشكل خاص لروسيا كمصدر للصواريخ والقذائف، وتنتج نفس عيار الأسلحة لأنظمة الحقبة السوفيتية ولديها مخزونات كبيرة.

ونُقل عن جوزيف ديمبسي، وهو باحث مشارك في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قوله في وقت سابق من هذا العام: قد تمثل كوريا الشمالية أكبر مصدر منفرد لذخيرة المدفعية القديمة المتوافقة خارج روسيا، بما في ذلك مرافق الإنتاج المحلية لمزيد من الإمدادات.

ولفت إلى أنه بالإضافة إلى الطرق الراسخة لتزويد الأسلحة عبر الشرق الأوسط، تمتلك كوريا الشمالية أيضًا روابط سكك حديدية جيدة مع الشرق الأقصى الروسي، عبر طريق من بلدة تومانغانغ الشمالية إلى خازان عبر الحدود.

وتابع: على الرغم من أن مبيعات الأسلحة الكورية الشمالية مشمولة بعقوبات الأمم المتحدة، التي تدعمها موسكو نظريًّا، فقد تمكنت بيونغ يانغ من مواصلة توريد الأسلحة.

مأزق خطير

نقل التحليل عن جاك واتلينغ، الباحث البارز في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، قوله للصحيفة: الأسلحة الكورية الشمالية تتحرك بالفعل، وهناك طرق ثابتة إلى حد ما إلى إيران.

وأضاف: ما تحاول روسيا فعله هو تثبيت إمداداتها من الذخائر خلال فصل الشتاء لسد الفجوة في الإنتاج، مشيرا إلى أن مصنعي الأسلحة في روسيا واجهوا مأزقًا خطيرًا في إنتاج المواد الكيماوية شديدة الانفجار.

وفي الختام، يوضح الكاتب أن كوريا الشمالية واحدة من الدول القليلة، التي اعترفت بمحاولة ضم روسيا بشكل غير قانوني لـ 4 مناطق من أوكرانيا، بينما استخدمت روسيا بدورها حق النقض في مجلس الأمن في وقت سابق من هذا العام لعرقلة عقوبات جديدة ضد بيونغ يانغ.