سامي الجاسم

ما أصعب أن تعيش أزمة مع نفسك، تكبتها وتعاديها، وتحاول بكل الطرق مخاصمتها والوقوع في صراع متواصل معها، فهذه الأزمة الحقيقية مع نفسك تجعلك تخسرها وتقع في أزمات متعاقبة معها بشكل مستمر.

متاهات متعددة تواجه كل الذين يصنعون أزمات حقيقية مع أنفسهم لأن ذلك يجعل تلك الأزمات تنتقل لمحيطهم ولكل الذين يعرفونهم، أو يتعاملون معهم، أو يعاشرونهم، فالأزمات تنتقل كعدوى ولن تتخلص منها إلا إذا أدركت قيمة وأهمية معرفة نفسك والتصالح معها بعيدا عن إشكاليات الذات وحساسية الشعور والتعامل مع الآخرين فهذا يجعلك تخسر قيمة نفسك ومعرفة وتفاعل من حولك.

هناك الكثير يبحثون عن السعادة لكنهم لا يعرفون كيف يصلون لها، أو يتلذذون بها بينما كافة الحلول في أيديهم ولكنهم فقط يجهلون الطريقة وكيفية إعطاء أنفسهم فرص العيش بروح سعيدة.

كل الذين يجلبون لأنفسهم التعاسة هم أولئك الذين فقدوا حلقة الوصل بين قناعاتهم وأرواحهم، وقد يكونون تشبعوا بالسوداوية التي جعلتهم تعساء فهم لم يروا مساحات البياض الكبيرة في الحياة.

نعتقد أن الفشل محصلة لعمل، بينما هو تراكم لإحباطات قد تجعلك لا ترى طريق النجاح، مع أنه يمكنك الاحتفاء بإنجازاتك المبهرة إذا عرفت أن تتحالف مع النجاح وتتفق معه.

قرأت قصصا كثيرة للنجاح ووجدت أنها تبدأ من إدراك الجميع أنهم سيحققون ما يريدون، وبالقناعة الذاتية التي صعدت وارتفعت بهم للقمة وحققت الوصول للهدف.

لسنا سيئين ولا نعيش قمة المثالية لكن الواقع يقول إن ما بداخلك يصنع ما يمكن أن تراه جميلا بالخارج لكن اجعل عينيك جميلة وسترى الأشياء أجمل، فقد قيل:

أيهذا الشاكي وما بك داء

كن جميلا ترى الوجود جميلا

في قاعدة أنا ونحن وهم يجب أن نتمازج لنرى الحياة تتكامل بنا جميعا.

تويتر samialjasim1