استضافت اللجنة العليا للمشاريع والإرث فعالية خاصة لإلقاء الضوء على مزايا الإتاحة وسهولة الوصول والحركة للمشجعين من ذوي الإعاقة، خلال فعاليات البطولة المرتقبة.
وشارك في الفعالية، التي استضافها ملتقى (مركز طلاب المدينة التعليمية) في مؤسسة قطر، تحت عنوان: بطولة للجميع، ممثلون عن مجتمع ذوي الإعاقة، وأعضاء من فريق الإدارة العليا في كل من اللجنة العليا للمشاريع والإرث والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، لمناقشة ما أعدته قطر لاستضافة بطولة ملائمة لاحتياجات الجميع.
واستعرض المشاركون في الفعالية ما تنفرد به النسخة الأولى من المونديال في العالم العربي في مزايا الوصول الميسّر لجمهور كرة القدم من ذوي الإعاقة، مثل التعليق الوصفي السمعي على المباريات لأول مرة باللغة العربية في تاريخ المونديال، وغرف المساعدة الحسيّة للمرة الأولى في استادات كأس العالم، إلى جانب العديد من المرافق المخصصة لذوي الإعاقة في الاستادات، مثل مواقف المركبات والمقاعد ودورات المياه ومنافذ بيع الأطعمة والمشروبات.
وأكد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، على التزام قطر منذ البداية لاستضافة النسخة الأكثر شمولاً وإتاحة في تاريخ كأس العالم.
وقال الذوادي: منذ بداية رحلتنا لاستضافة مونديال 2022، أكدنا التزامنا بتنظيم بطولة متاحة وسهلة الوصول لذوي الإعاقة، ولم يقتصر الأمر على العمل الجاد لتشييد استادات ومواقع البطولة الأخرى وفق أعلى المعايير المتبعة في مجال الإتاحة، بل حرصنا على إشراك مجتمع ذوي الإعاقة بفاعلية في كافة الخطط والتحضيرات لاستضافة الحدث التاريخي، وضمان أن يترك المونديال إرثاً مستداماً على هذا الصعيد بعد إسدال الستار على منافسات البطولة العالمية.
وأضاف الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: نشهد الآن نتائج عملنا الذي تواصل لسنوات طويلة، والذي تمثل في التحسن الواضح في التسهيلات، التي تضمن للأشخاص ذوي الإعاقة استخدام وسائل النقل، وسهولة الوصول إلى المواقع الثقافية والأماكن العامة في أنحاء البلاد.
وتابع: أشعر بالاعتزاز والفخر بهذا الإرث الدائم الذي يمس حياة فئة هامة في المجتمع، واتطلع إلى مزيد من الإنجازات لصالح ذوي الإعاقة في المستقبل وسيختبر المشجعون خلال الحدث التاريخي العديد من مزايا سهولة الوصول والإتاحة، ما يضمن تجربة شاملة تتيح للجميع الاستمتاع بمباريات وفعاليات البطولة العالمية التي تقام للمرة الأولى في العالم العربي.
وحرصت اللجنة العليا، من خلال شراكتها مع الفيفا وكأس العالم FIFA قطر 2022 على وضع إتاحة الوصول وسهولة الحركة للأشخاص من ذوي الإعاقة في صدارة الأولويات خلال الاستعدادات لاستضافة البطولة العالمية، وبما يتوافق مع استراتيجية الفيفا للاستدامة.
وشهد العام 2016 تأسيس اللجنة العليا لمنتدى التمكين، حيث أسهم أعضاؤه بدور فاعل في تقديم الملاحظات والمقترحات حول مشاريع البنية التحتية للمونديال، بهدف تلبية معايير الفيفا المتعلقة بإتاحة الوصول والتصاميم التي تأخذ بالاعتبار احتياجات ذوي الإعاقة، إضافة إلى الإسهام في دعم الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف الإتاحة وسهولة الوصول في قطر.
وقال فيصل الكوهجي، عضو منتدى التمكين، ورئيس مجلس إدارة مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين، إن مجتمع ذوي الإعاقة في قطر تمكنوا من الاستفادة من إرث المونديال في مجال الإتاحة وسهولة الوصول والحركة قبل وقت طويل من انطلاق صافرة المباراة الافتتاحية التي سيشهدها استاد البيت في 20 نوفمبر.
وأضاف: إن ما شاهدناه من سهولة الوصول والحركة لذوي الإعاقة منذ فوز قطر بشرف تنظيم كأس العالم 2022، أحدث تحولاً هاماً وتغييراً ملحوظاً في حياة ذوي الإعاقة في الدولة، مع شبكة حديثة من وسائل النقل والمواصلات المجهزة بما يفي بجميع احتياجات هذه الفئة من المجتمع، علاوة على إتاحة سهولة الوصول إلى المتاحف ومراكز التسوق والأماكن العامة في البلاد.
وتابع: أسهمت استضافة قطر للمونديال في تعزيز حضور مجتمع ذوي الإعاقة في مختلف ميادين الحياة، والمجالات العامة، الأمر الذي يحمل فائدة كبيرة لهذه الفئة من المجتمع. وسنرى المزيد من الأشخاص من ذوي الإعاقة يشاركون في مختلف مناحي الحياة، بفضل توفير مساحات يسهل الوصول إليها، وبالتالي التأكيد على إسهامهم بدور حيوي في نمو وتقدم مجتمعاتنا .
وقالت الكسندرا شالات، مدير إرث كأس العالم بمؤسسة قطر: وضعت مؤسسة قطر الوصول الميّسر والشمولية كأولوية في مدارسها وبرامجها منذ تأسيسها، وهو ما ينعكس في دعمنا لالتزام قطر باستضافة النسخة الأفضل من بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 من حيث سهولة الوصول.
وأضافت: نعمل على تسخير منظومتنا لدعم مساعي قطر في إتاحة الوصول الميّسر للجماهير من كافة أنحاء العالم من خلال برامجنا ومبادراتنا الرامية لإزاحة الحواجز والعقبات الاجتماعية والرياضية. بدءًا من تدريب متطوّعي تسهيل الوصول، وتقديم خدمات التعليق الوصفي للحفلين الافتتاحي والختامي للبطولة، وتوفير غرف المساعدة الحسيّة في استاد المدينة التعليمية والمساحات الحسيّة في المناطق المخصصة للمشجعين، وصولاً إلى تطوير الدليل الشامل لجميع القدرات لأفراد مجتمع قطر وزائريها على حدٍ سواء، وتُسهم مؤسسة قطر في ضمان أن يحظى كافة الأفراد بفرصة الاستمتاع بهذا الحدث الرياضي.
وتابعت: بعد إسدال الستار على هذه البطولة، سيكون لهذه الجهود المبذولة تأثير هام على المدى البعيد، سواء من حيث برامجنا أو توفير البنية التحتية للمرافق وتعزيز الوعي والتي تضمن أن يكون لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 إرث دائم يتجاوز تأثيره الرياضة، ويُسهم في بناء قيمة مجتمعية دائمة عبر تمكين الأفراد وإشراكهم ودمجهم.
وإلى جانب استمتاع المشجعين من ذوي الإعاقة في الاستادات بخدمة التعليق الوصفي السمعي؛ تتاح هذه الخدمة أيضاً لنظرائهم من المشجعين في أنحاء العالم باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك عبر تطبيق خاص على الأجهزة الذكية. كما سيجري تشغيل غرف المساعدة الحسية في استادات البيت ولوسيل والمدينة التعليمية خلال مباريات البطولة، ليتمكن الجمهور من ذوي التوحد وصعوبات الإدراك الحسي من متابعة المباريات ضمن مساحة هادئة ومجهزة بأحدث التقنيات المساعدة، وبإشراف فريق متخصص من الخبراء، وسيشهد هذا المونديال أكبر استخدام لغرف المساعدة الحسية في حدث رياضي بهذا الحجم في التاريخ.