قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية: إن الخداع أحد أهم الأسلحة في حرب أوكرانيا.
وتساءل مقال لـ «أندرو كرامر»، عما إذا كانت نقطة التفتيش الروسية المهجورة في منطقة خيرسون المحاصرة في أوكرانيا، علامة على انسحاب روسيا من المنطقة، أم أنها خدعة تهدف إلى جذب الجنود الأوكرانيين إلى فخ.
جهود مستمرة
وتابع يقول: المظهر الذي ظهرت به النقطة في مقاطع الفيديو التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يضاف إلى الأحداث المشبوهة الأخرى التي تدور حول مدينة خيرسون الاستراتيجية.
وأضاف: اختفت أعلام روسيا ذات الألوان الثلاثة في اليوم نفسه من المباني الإدارية، واقترح جنرال روسي أن الجيش قد يحتاج إلى التخلي عن المدينة.
وأردف: تعتمد الحرب الروسية في أوكرانيا على القوة البالغة للقصف المدفعي والضربات الجوية وهجمات المشاة، لكنها أيضًا معركة ذكاء تدور بين الجنرالات الذين يرسلون إشارات تهدف إلى إرباك أعدائهم وتضليلهم، وجهود خداع مستمرة لنصب الفخاخ.
واستطرد: هذا بالضبط ما يقول المسؤولون الأوكرانيون إنهم يشهدونه في خيرسون وما حولها، مع موجة من الرسائل المربكة في الجنوب، حيث يبدو أن إحدى المعارك الأكثر أهمية في الحرب تلوح في الأفق.
ولفت إلى أن الجائزة هي مدينة خيرسون الجنوبية، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها روسيا بعد غزوها في فبراير.
رسائل مضللة
ومضى يقول: الأوكرانيون أنفسهم انخرطوا في لعبة الرسائل المضللة أيضًا.
ونقل عن تور بوكفول، الباحث البارز في مؤسسة أبحاث الدفاع النرويجية، وهي مؤسسة بحثية عسكرية، قوله: الخداع قديم قدم الحرب، كل الجيوش تمارسه، لكن الروس ركزوا بشكل خاص على الخداع في عقيدتهم العسكرية.
وأشار الكاتب إلى أنه رغم الأخبار التي تتحدث عن تداعي سيطرة روسيا في خيرسون وحولها، وعن تدمير الجيش الأوكراني الجسور الممتدة فوق نهر دنيبرو، فإن القادة العسكريين الأوكرانيين والمحللين العسكريين على حد سواء يقولون إنهم يرون مؤشرات على عملية حرب نفسية روسية في دوامة من الإشارات المتضاربة.
نية الانسحاب
ولفت إلى أن القيادة العسكرية والمدنية لروسيا دأبت على إرسال إشارات عن نية الانسحاب من خيرسون؛ بنقل المعدات العسكرية ومطالبة المدنيين مغادرة المنطقة وإزالة العناصر التي يُنظر إليها على أنها ذات أهمية ثقافية بالنسبة للروس.
وأشار إلى أنه رغم ذلك، فربما يكون الأوكرانيون لا يثقون في الروس لدرجة أنهم يرون الخيانة في كل منعطف، وقد يكون ما يحدث ارتباكًا أو تراجعًا روسيًّا فوضويًا وليس حربًا نفسية.