قال سياسيون تونسيون ومختصون في الشؤون العربية لـ«اليوم» إن دعوة ما يسمى «جبهة الخلاص الوطني» إلى تشكيل حكومة تدعى «الإنقاذ الوطني» هي مؤامرة جديدة لـ«الإخوان» من أجل إسقاط البلد في فخ الفوضى، وإعادة سيطرة «النهضة» على الحياة السياسية بعد إقصاءها بقرارات إصلاحية للرئيس قيس سعيد.
ما تسمى «جبهة الخلاص الوطني» التي أُعلن عنها في 31 مايو الماضي، وتضم خمسة أحزاب هي «النهضة وقلب تونس، ائتلاف الكرامة وحراك تونس الإرادة، الأمل»، إضافة إلى حملة «مواطنون ضد الانقلاب» وبرلمانيين، كانت نظمت مسيرة في مدينة الرقاب بولاية سيدي بوزيد وسط البلاد، رفضها قطاع واسع من التوانسة، ووصفت بأنها دعوة للخراب والفوضي.
لا يعبر عن الشعب
قالت المرشحة السابقة للانتخابات التونسية روضة رزقي: «جبهة الخلاص» كيان وهمي لا يعبر عن الشعب التونسي ويخدم أجندة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، ولن ينجح في اعادة البلاد إلى الفوضى التي عاشتها تحت حكم حركة النهضة التي سيطرت وقتها على الحكومة والبرلمان.
وأكدت أن بيان تشكيل حكومة إنقاذ وطني، مراوغة إخوانية جديدة للعودة إلى الحياة السياسية بعدما تنفس الشعب التونسي الصعداء عقب ابعادهم تماما من المشهد السياسي بحل البرلمان الذي كان يرأسه مؤسس النهضة راشد الغنوشي، وإقالة الحكومة الموالية للإخوان.
تنظيم الإخوان الإرهابي
الناطق الرسمي باسم التيار الشعبي التونسي محسن النابتي، قال: لا يوجد ما يمكن تسميته «جبهة الخلاص» وهناك من باعوا أنفسهم لتنظيم الإخوان الإرهابي.
من جهته، أوضح الخبير في العلاقات العربية أحمد العناني، أن هذه الجبهة مكونة من عناصر متآمرة تسعى لإعادة حكم الإخوان ويتلونون تحت كيانات جديدة، مشددا على أن النهضة تسعى لتقسيم البلاد وبث الفتنة والفوضى في صفوف الشعب التونسي بالدعوة إلى تشكيل حكومة «إنقاذ».
وقال: فكر الإخوان؛ إقامة كيانات موازية غير شرعية تابعة لهم لإسقاط مؤسسات الدولة الرسمية، فيما حذر من خطورة منحهم الفرصة لتسيير مظاهرات أو مواكب، لأن الهدف منها توصيل رسالة للخارج بوجود ثورة جديدة في البلاد وهو عكس الواقع، فالشعب التونسي ينشد الاستقرار.
مواصلة نسج المؤامرات
قال الخبير في شؤون التنظيمات المتطرفة مصطفى حمزة، إن تنظيم الإرهاب في تونس يواصل نسج المؤامرات من أجل إسقاط البلد في فخ الفوضى للعودة مجددا إلى السلطة.
ولفت إلى أن إبعاد الجماعة من المشهد السياسي التونسي كان طعنة دامية للتنظيم بعد سقوطه في مصر، مطالبا التونسيين بضرورة الحفاظ على بلادهم وعدم الانجرار وراء تلك الدعوات التي ستؤدي حتما إلى الفوضى.
يذكر أن الرئيس التونسي قيس سعيد صرح في اجتماع مع قيادات أمنية في وقت سابق بأن «من أراد أن يزرع بذور الفتنة، أو أن يعلن حكومة موازية أو برلمانا في المنفى فليلتحق بالمنفى وليس البرلمان».