د. فيصل العزام

كتبتُ في مقال سابق عن أهمية القرارات في حياتنا، وأهمية القرارات في حياة الناس، وتأثيرها في مجريات حياتنا اليومية، تُعتبر عملية اتخاذ القرار من أهم وأصعب الأمور التي يقوم بها الإنسان.

نحن في حياتنا نحتاج لاتخاذ القرارات والإجراء المناسب قبل أن نفقد قوتنا أو قبل أن تستغل ظروفنا، سواء جسديًّا أو عقليًّا أو نفسيًّا أو عاطفيًّا أو ماليًّا، ونستمر إلى أن يقضى علينا، نحتاج إلى المواجهة لاتخاذ القرار في الوقت المناسب؛ لأن هناك نوعًا من الناس يخافون من اتخاذ القرار؛ لذلك يجب أن تسأل نفسك: ما الذي يجعلك تتردد في اتخاذ القرار، وكثيرًا ما نعجز عن التوصل إلى قرار لمجرد خوفنا من ارتكاب خطأ، وأحيانًا يكون التردد والقلق أشد ألمًا من ارتكاب الخطأ بحد ذاته.

العملية الأساسية في اتخاذ القرار هي جمع المعلومات قبل اتخاذ القرار، يجب عليك جمع كل ما تحتاج إليه من معلومات، واستشارة ممن لديهم الخبرة والمعرفة، يجب علينا معرفة ما هو مفهوم اتخاذ القرار، وهو فِعل تقوم به أحيانًا بشكل عفوي، وأخرى بشكل مدروس، وتختلف عملية اتخاذ القرار باختلاف نوع القرار.

والسعادة قرار يسعى الجميع للوصول إليها بكافة الوسائل، والبعض منا يربط السعادة بالمال أو المنصب أو نفوذ أو تحقيق غاية، لكن الواقع أن السعادة لا ترتبط بأمر ما، فكثير من الفقراء والمحتاجين سعداء، بينما يشكو أصحاب النِّعَم من الكآبة، وأن السعادة نوع من أنواع المشاعر، فكما أن الحزن شعور يحدث كردة فعل أو اختيار ذاتي من الشخص، فالسعادة كذلك شعور يمكن اختياره أو صناعته كقرار عاطفي أو عقلي بأن السعيد هو الشخص الذى اختار وقرَّر أن يكون سعيدًا من خلال أسلوب وسلوكيات حياته، وأن السعادة إحساسٌ مصدره من داخل الإنسان، وليس من خارجه، وأن هناك عادات يتبناها الإنسان في حياته تُفسد حياته، وتُعيق سعادته، وقد يُصبح مدمنًا على هذه العادات، ويرفض التخلي عنها؛ مما يمنعه التمتع بسعادة حياته.

ومن أهم هذه العادات التركيز على النواقص أو السلبيات، وعدم رؤية المميزات أو الإيجابيات.

وهو أن يرى الشخص دائمًا النصف الفارغ من الكوب، ولا يرى الكوب ممتلئًا، ومثال ذلك ما يتم بين الزوج وزوجته، وأن يرى الزوج عيوب زوجته فقط، ولا يرى الجوانب الأخرى بأنها تحب زوجها، وأنها مثقفة متديّنة نظيفة، أو أن ترى الزوجة أن زوجها غير رومانسي، ولا ترى ما يتمتع به من صفاتٍ جميلة، مثل الكرم، وأنه حنون وثقة، والنظر إلى جميع النِّعَم في الحياة الزوجية من الاستقرار والأطفال والبيت والعمل، هذه العادة تمنع من الاستمتاع بالحياة، وتكون مصدرًا للمشاكل والآلام كذلك من العادات السيئة، هدر الوقت والطاقة في تحليل المواقف والأقوال التي تمر بالإنسان يوميًّا، ونبعد عن مهارة التغاضي والتغافل، وتصغير المشاكل، وتقبُّل الأعذار، والاعتراف بالأخطاء، هذا سوف يُحسّن العلاقات بالآخرين.

Abuazzam888@live.com