اليوم ترصد شكاوى وملاحظات المستفيدين «2 - 5»
بين «الإهمال والعشوائية» وتدني مستوى المرافق الأساسية «النظافة والمياه والصرف الصحي والسفلتة والإنارة»، تقبع المناطق والمدن الصناعية في محافظات المنطقة الشرقية، نتيجة السيارات الثقيلة «الشاحنات»، بجانب السيارات الخفيفة، وتدني حالة الشوارع وانتشار مستنقعات الصرف الصحي وخروج أعمدة الإنارة من الخدمة.
بجانب غياب العمالة المؤهلة والمدربة، وتفاوت أسعار الأعمال الفنية وعدم وجود تسعيرة موحدة بفواتير تحفظ حقوق مختلف الأطراف.
وفي النعيرية، طالب عدد من المواطنين، البلدية، بنقل الورش الصناعية إلى مخطط الصناعية خارج الأحياء السكنية، موضحين أن وجودها وسط المدينة والأحياء السكنية يتسبب في تشويه المظهر الحضري، ويؤدي إلى تلوث البيئة.
قال «سعد الهاملي»: إن وجود الورش داخل المدينة يقلق راحة المواطنين، ويتسبب في تلوث البيئة، والوجه الجمالي للمدينة التي لا تزال بحاجة للتطوير والتحديث، واصفًا انتشار الورش داخل الأحياء بـ«النقطة السوداء في جبين المحافظة»، مبينًا أن هذه الورش تنتظر النقل خارج الكتلة السكنية منذ إنشائها.
النقل خارج الكتلة السكنية
«اليوم» أرسلت استفسارات المواطنين والمتضررين إلى أمانة المنطقة الشرقية، تطبيقًا لقرار مجلس الوزراء رقم 209 بتاريخ 29/ 9/ 1434هـ، القاضي في مادتيه الأولى والثانية بفتح الهيئات والمؤسسات العامة والأجهزة الحكومية قنوات التواصل والتعاون مع وسائل الإعلام، والرد على جميع أسئلتها واستفساراتها، ولا تزال تنتظر الرد.
اليوم تنتظر الرد
بيَّن «تركي جزاء» أن الورش الصناعية المحيطة بالأحياء السكنية تشكل خطرًا على سلامة البيئة، فضلًا عن الازدحام في محيطها، مضيفًا: لا يتناسب الوضع مع الحي الذي يشهد نقلة نوعية كبيرة مؤخرًا، من سفلتة وإنارة وتشجير، ولا يتناسب أيضًا مع الجهود التي تبذلها بلدية النعيرية لتطوير الحي.
خطر على سلامة البيئة
أكد «مطلق بن هدباء» أن المجمع الصناعي في النعيرية يمثل خطرًا على السكان، وسط مطالبات الأهالي بنقله إلى موقع آخر، موضحًا أن الخطورة تكمن في وقوع المجمع وسط المدينة، وكثافة الورش داخله، الأمر الذي لا يتناسب مع التطوير الحالي للنعيرية.
وتابع: إن سكان المحافظة انتقدوا وجود عدد كبير من الورش في وسط الحي، مطالبين البلدية بسرعة نقلها.
تزايد أعداد الورش الصناعية والفنية والحرفية - اليوم
كثافة الورش داخل المجمع
بيَّن «علي ماطر» أن الورش الصناعية داخل المدينة مقلقة للراحة، وملوثة للبيئة، وتسيء للوجه الجمالي للمدينة، والأهالي يشكون من انتشار وتزايد أعداد الورش الصناعية والفنية والحرفية، الأمر الذي يشوه وجه المدينة أمام ساكنيها وزائريها.
وأكمل أن هذه الورش أصبحت مصدرًا للتلوث، لا سيما أنها تتوزع في مختلف أنحاء المحافظة، وتتسبب في إزعاج السكان، الذين يطالبون بنقلها إلى خارج الأحياء، ثم تنظيف مكان الزيوت وأنقاض المركبات المهملة والمشوهة للمنظر العام، التي تخلفها هذه الورش.
الورش الصناعية داخل المدينة مقلقة للراحة، وملوثة للبيئة، وتسيء للوجه الجمالي للمدينة - اليوم
تشويه الوجه الجمالي للمحافظة
أكد المختص في الذوق العام بدر الزياني، أن النعيرية من المحافظات التي يقصدها الكثيرون، خاصة أيام الشتاء، نظرًا لجودة الأجواء الشتوية بها، إضافة إلى أنها معبر مهم لقاصدي شمال المملكة.
وأشار إلى تميزها بالسوق الشعبي المتاخم للمنطقة الصناعية، والتي كانت في أطراف المدينة، مضيفًا: «في ظل تطور جميع مدن المملكة في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله- وبناء على رؤية المملكة 2030، التي أطلقها سمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله-، كبرت المحافظة، نظرًا لوجود محطة سار للقطارات.
ونوه بالتوسع الذي طال المحافظة بشكل ملحوظ، وأصبحت معه المنطقة الصناعية وسط المدينة، الأمر الذي أزعج السكان والمارة، متابعًا: من ناحية الذوق العام، فهي أشبه بالعشوائيات التي لا حدود لأطرافها، ولا جودة لشوارعها، ولا حتى التزام الورش بالذوق العام.
ولفت إلى انتشار المخلفات حول الورش، وإهمال العديد من السيارات القديمة؛ ما يسبب تشوهًا للهوية البصرية للمدينة وللمنطقة الشرقية، آملًا نقل هذه الصناعية إلى منطقة غير مأهولة بالسكان ومعزولة، حتى لا تشوه المدينة وتزعج السكان.
شوارع غير ممهدة أمام الورش - اليوم
عشوائيات لا حدود لأطرافها
قال المهتم بالبيئة الوليد الناجم: إن الأحياء السكنية القريبة من المناطق الصناعية تتأثر بالمشاكل البيئية، وأهمها تلوث الهواء، بسبب أدخنة السيارات، أو برادة الحديد، أو نشارة الخشب الناتجة عن بعض الأنشطة، مثل أعمال النجارة، أو الحديد، أو الميكانيكا، والتي تنتقل بواسطة الهواء للأحياء المجاورة.
وأضاف: تترسب هذه المواد الناتجة عن العمليات الصناعية على الأرصفة، وأسطح المنازل والسيارات، واستنشاق هذه المواد بشكل متكرر له تأثير سلبي على الصحة.
ولفت إلى التلوث الضوضائي الذي تسببه هذه الورش، خاصة في الصناعات التي تستخدم المعدات، مثل آلات التقطيع وجلخ الحديد، وما يترتب عليها من أصوات عالية أو مستمرة، متابعًا: كشفت اللائحة التنفذية للضوضاء، الصادرة عن وزارة البيئة والمياه والزراعة، عن مقاييس مستويات الضوضاء للمناطق الصناعية، ألا تتعدى 70 «ديسيبل»، وهي وحدة قياس الصوت، تكون فترة النهار، و65 «ديسيبل» في المساء.
وشدد على ضرورة تقييم الأثر البيئي للأنشطة الصناعية التي لها تأثير على البيئة المجاورة للأحياء السكنية؛ لتنقل إلى منطقة مناسبة، مع مراعاة اتجاة الرياح، وأن يكون بُعد المسافة عن الأحياء السكنية مناسبًا.