وصفت صحيفة ذي أوبزرفر البريطانية مشاركة منتخب إيران في نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تقام في قطر بالأمر المقزز والمخزي في ظل ما يقوم به نظام الملالي من قتل في الداخل والخارج.
قتل في الداخل والخارج
وأشار سايمون تيسدال في مقال له بالصحيفة إلى أن النظام في حالة حرب مع شعبه، وفي الوقت نفسه يشارك بالقتل في خارج البلاد عبر تزويد روسيا بطائرات دون طيار تستخدمها للحرب في أوكرانيا.
وأضاف: بعض الحكومات، مثل سوريا وميانمار، تقتل شعوبها، البعض، مثل روسيا، يقتل الناس في بلدان أخرى، كما هو الحال في أوكرانيا، الحكومة الإيرانية تقوم بالقتل في الداخل والخارج.
وأردف: الآن، بعد الضغط على هذا النظام القاتل، أصبح المنتخب الإيراني لكرة القدم على وشك مواجهة إنجلترا وويلز والولايات المتحدة في مونديال قطر 2022، كما لو لم يحدث شيء غير مرغوب فيه، هذا ليس جيدًا، في الحقيقة إنه أمر مخز.
وتابع: في الاحتجاجات المستمرة التي تلت قتل مهسا أميني على أيدي شرطة الأخلاق، قتلت قوات الأمن الإيرانية مئات الأشخاص واعتقلت ما يقرب من 10 آلاف آخرين.
وأردف: يقول المتشددون إنه يجب إعدام المتظاهرين»، لن يكون هذا استثنائيًا بالنسبة لنظام معروف بانتهاكات حقوق الإنسان واحتجاز الرهائن الأجانب ومؤامرات الاغتيال.
كارثة إنسانية
ولفت إلى أن مرشد إيران علي خامنئي لا يتوقف عند إرهاب الشابات، لكنه يساعد أيضًا فلاديمير بوتين في قتل وتشويه الأطفال الأوكرانيين والتسبب في كارثة إنسانية هذا الشتاء، من خلال إمداد روسيا بأسراب من طائرات كاميكازي دون طيار، والصواريخ الباليستية.
واستطرد: يبدو أن نظام خامنئي، الذي تربطه علاقات عسكرية بكوريا الشمالية وسوريا، وكذلك روسيا مصمم على امتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية.
وتابع: أوقفت طهران الجهود الأوروبية الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تدعمه الأمم المتحدة، يقول الخبراء إن إيران يمكنها الآن إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة في أقل من 7 أيام.
صرف الانتباه
ومضى يقول: يدرك اللاعبون الإيرانيون جهود النظام لاستخدام كرة القدم في تقديم وجه طبيعي للعالم وصرف الانتباه عن الأزمة في الداخل، وأضاف: انتقد سردار آزمون نجم، نظام الملالي على إنستجرام، قائلا عار عليكم لأنكم تقتلون شعبنا بسهولة، تحيا نساء إيران، كما انتقد زملاؤه النظام.
وأردف: مع ذلك، ليس هناك شك يذكر في أن فريق إيران سيظهر في الدوحة.
حسابات مالية واقتصادية
وتابع: ستكون عقوبات رفض اللعب مخيفة ولا يبدو أن هناك أي احتمال للمقاطعة.
وأشار إلى أن الدول التي يفترض بها مواجهة المنتخب الإيراني، الولايات المتحدة وإنجلترا وويلز، تضع عوامل المكسب المالي والمكانة السياسية في اعتبارها، وبالتالي فإنّ الانسحاب أقرب إلى المستحيل، لكن من الناحية الإنسانية المسألة مقززة.
وتساءل مستنكرًا: كيف يكون مقبولًا أن تلعب مع دولة في حالة حرب مع شعبها، وبصورة غير مباشرة معك ومع أصدقائك؟
وأردف: قدم جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا إجابته هذا الشهر عندما ناشد الدول الـ 32 المتنافسة في قطر التركيز على كرة القدم وترك السياسة خارجها.
تاريخ من الفساد
لكن، بحسب الكاتب، بالنظر إلى تاريخ «فيفا» في الفساد والابتزاز، فإن فكرة تقديمها دروسًا أخلاقية لأي شخص هي فكرة مضحكة.
وتابع: لكن ضع ذلك جانبًا في الوقت الحالي. بشكل ملحوظ، لم يتطرق إنفانتينو إلى دعوات طرد إيران من كأس العالم، وتجاهل أيضًا الإجراء السياسي الجوهري الذي اتخذته الفيفا نفسها في فبراير، عندما استبعدت روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.
وأضاف: هناك سوابق أخرى مثل نبذ جنوب إفريقيا في عهد الفصل العنصري، وحظر فريق يوغوسلافيا / صربيا من البطولات الدولية في عام 1992.
وأشار إلى أن الفكرة التي تقول: إن الرياضة يمكن أن تعزل نفسها بطريقة ما، أو أن تُعفى من النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي توجد فيه غريبة.