عبدالرحمن المرشد

@almarshad_1

مناخ المملكة، خلال السنوات القليلة الماضية، بدأ في التحوُّل نحو البرودة بشكل كبير، والدليل على ذلك سقوط الثلوج على بعض المناطق في ظاهرة فلكية لم نعهدها من قبل، حيث شهدت تبوك والحدود الشمالية وحائل وأبها وحفر الباطن والباحة وغيرها تساقط كميات من الثلوج، لم تكن معتادة من قبل؛ مما أثَّر بشكل طبيعي على برودة الأجواء، والتي وصلت إلى أقل من الصفر في البعض منها، وهي ليست حالة واحدة وانقطعت بعد ذلك، ولكنها استمرت لأعوام متتالية؛ مما يؤكد أن مناخ المملكة يشهد نوعًا من التغيُّر المصحوب بتساقط كمياتٍ هائلةٍ من الأمطار والثلوج التي ستؤدي في النهاية بإذن الله إلى تحوُّل هذه المنطقة إلى مروج وأنهار، وهو ما يؤكد حديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام فيما معناه (لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يكثُرَ الهَرجُ وحتَّى تعودَ أرضُ العرَبِ مُروجًا وأنهارًا).

خبراء الأرصاد يؤكدون أن حالة الطقس هذا العام لن تختلف عن الأعوام السابقة، وربما تنخفض أكثر نظرًا لتغيّر الحالة المناخية بشكل عام؛ مما يعني أن درجات الحرارة صباحًا تكون في ذروتها لتتحسن بعد ذلك مع بدء ظهور الشمس؛ ليصبح الطقس مريحًا نوعًا ما للجميع، وإذا كانت درجات الحرارة العالية تؤثر على الكبار من الجنسين، فما بالك بالطلبة والطالبات الذين ينهضون باكرًا مع اشتداد درجات البرودة، والتي تصبح في ذروتها؛ مما يؤثر على سلامتهم الصحية، وصعوبة تحركهم داخل البيت أو خارجه، خلاف معاناة الأهل الكبيرة في إيقاظهم وتجهيزهم للذهاب إلى المدرسة، لكن لو تم تأخير انطلاقهم (طلاب مدارس التعليم العام للجنسين) إلى المدرسة، بحيث تصبح من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا؛ نظرًا لأن هذا التوقيت يُعتبر الأفضل من ناحية دفء الطقس ومناسبته لهم، لحققنا الهدف من ذهاب أبنائنا وبناتنا بنفسيات مريحة، والحفاظ عليهم من برودة الجو، وما يصاحب ذلك من أمراض تُثقل كاهل الأسر، والتي بالتالي ستضطر الأهالي لتغييب أبنائهم عن الدراسة؛ مما يتنافى مع المصلحة العامة، ولذلك فإن تأجيل الدراسة في فصل الشتاء إلى ما بعد التاسعة مناسب للجميع، ويمكن للخبراء في وزارة التعليم دراسة هذا الاقتراح ومدى مناسبته.