اليوم - ترجمة: إسلام فرج

قالت مجلة «بوليتيكو»: إن انتصار حزب «أخوة إيطاليا» اليميني المتشدد في الانتخابات، يظهر أن جنوب أوروبا مهيأة أمام القوميين اليمينيين.

وبحسب تقرير للمجلة، فإن حزب «ڨوكس» اليميني المتطرف في إسبانيا ينظر بحسد لجيورجيا ميلوني زعيمة حزب «أخوة إيطاليا» وحلفائها، بعد النصر الانتخابي الذي حققوه مؤخرا.

دفعة قوية

ومضى التقرير يقول: كان فوز ميلوني في الانتخابات في سبتمبر بمثابة دفعة قوية لـ «ڨوكس»، الذي يشترك في الأرضية الأيديولوجية مع حزب «أخوة إيطاليا» وله علاقة قوية مع زعيمته.

وأشار إلى أن «ڨوكس» لم يكن يرغب من انتصار ميلوني، سوى أن يكون إشارة واضحة بأن جنوب أوروبا مهيأة للقومية اليمينية.

وتابع: لكن صعود ميلوني يأتي في الوقت الذي يكافح فيه «ڨوكس» أزمة تسببت في تشكيك الكثيرين في مستقبله.

صعود وتراجع

وأردف: ستظهر السنة الانتخابية المحمومة التي توشك أن تبدأ في إسبانيا، إما أن الحزب قادر على اتباع نموذج «أخوة إيطاليا» والانضمام إلى الحكومة الوطنية، أو أن صعوده كان مجرد انحراف شعبوي آخذ في الانحدار.

ومضى يقول: أعلن «ڨوكس» عن نفسه كقوة سياسية في انتخابات 2018 الإقليمية في إقليم الأندلس، بعد الترشح ببرنامج قومي متطرف ومعاد للهجرة ومؤيد بشدة للوحدة.

وتابع: في العام التالي، أكد صعوده من خلال الفوز بـ 52 مقعدًا في المؤتمر الوطني، خلف حزب العمال الاشتراكي برئاسة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز والحزب الشعبي المحافظ.

وأضاف: أحرز بعد ذلك مزيدًا من التقدم على المستوى المحلي، حيث دخل في حكومة ائتلافية مع حزب الشعب في إقليم قشتالة وليون في وقت سابق من هذا العام، واستدرك: لكنه واجه أول خيبة في الأندلس، حيث كان أداؤه أقل من التوقعات، بحصوله على مقعدين جديدين فقط مع فوز حزب الشعب بالأغلبية في يونيو.

أنصار حزب «ڨوكس» اليميني يلوحون بأعلامه في أحد التجمعات الانتخابية - رويترز

تصدعات خطيرة

ولفت إلى أن هذه النتيجة أدت إلى رحيل مرشحة «ڨوكس» الرئيسية في المنطقة ماكارينا أولونا، التي خاضت منذ ذلك الحين حربًا كلامية مع حزبها السابق، بينما ألمحت إلى أنها تخطط لتشكيل قوة منافسة خاصة بها.

وأضاف: اعتبرت أولونا حزبها «ڨوكس» شيئًا من الماضي، واتهمته بنشر أخبار كاذبة وإهانات لها.

ونقل عن الكاتب والصحفي إنريك جوليانا قوله: إن ظاهرة أولونا هي أول صدع خطير في حزب مغلق بإحكام.

وتابع التقرير: في الوقت نفسه، أظهر فيلم وثائقي تلفزيوني سياسيين سابقين من حزب «ڨوكس»، يزعمون أن الحزب يضم نازيين جددًا في صفوفه، ويديره منافقون سلطويون.

وأضاف: في غضون ذلك، أظهرت استطلاعات الرأي أن «ڨوكس» يعانى تراجعا.

افتقار للقضية

وأشار التقرير إلى أن الحزب يفتقر إلى القضية التي تمكنه من شحذ أسنانه الشعبوية، رغم أنه يدير حملة شرسة ضد المهاجرين غير الشرعيين، وأوضح أن قضية الهجرة غير الشرعية تحتل المرتبة 16 فقط بين مخاوف الإسبان، بعد الاقتصاد والفساد وسلوك الأحزاب السياسية.

وتابع: على عكس الأحزاب اليمينية المتطرفة الأخرى في أوروبا، ارتبط صعود فوكس ارتباطًا وثيقًا بمعارضته الشديدة للقومية الإقليمية.

وقال في الختام: لكن حملة الاستقلال الكتالونية، التي بلغت ذروتها في عام 2017، تلاشت من دائرة الضوء السياسي.