@SaudAlgosaibi
مَن منكم وصله اتصال من أرقام دولية مجهولة المصدر؟ ومَن منكم خشي أن يرد فيُسرق من رصيده الهاتفي بطريقة ما؟ هذه الاتصالات في السنوات الأخيرة تكاثرت حتى وصلت لحد غير معقول ويوميًّا. وكل اتصال منها يأتيك برقم مختلف، لكن يظل رمز الدولة هو ذاته، ومهما حظرت يصلك اتصال مرة أخرى.
وقد بحثتُ لأعرف أكثر، ووجدت أن دول هذه الاتصالات تأتي من دولتين، وبالتحديد من دولة «نييوي»، وكيريباتي، ولكي أتعرَّف أكثر عن أهداف تلك المكالمات ودولها، بحثت وسأرد لكم ما وجدت، ولعلكم تحتاطون فلا تقعوا في فخ عصابات سبريانية.
نييوي «Niue ذات رقم الاتصال الدولي» 683، هي دولة جزرية تقع في جنوب المحيط الهادئ شمال شرق نيوزيلندا، وتبلغ مساحة أراضيها 260 كيلو مترًا مربعًا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 1.612 نسمة. لنييوي ارتباط حر مع نيوزيلندا التي تتولى معظم العلاقات الدبلوماسية نيابة عنها. نييوي ليست عضوًا في الأمم المتحدة، إلا أن لها ارتباطًا يعادل وضع الاستقلال، ولها عضوية كاملة في بعض الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، ومنظمة الصحة العالمية.
شركة الاتصالات في دولة نييوي هي ملك للحكومة نييوي تلكوم Telecom Niue، وليس لهم إلا شركة واحدة للخطوط الثابتة والنقالة والإنترنت.
أما عن كيريباتي فهي جمهورية، ورمز الاتصال الدولي لها 686، وهي عبارة عن مجموعة من الجزر عددها 23 جزيرة، تقع على أرخبيل في المحيط الهادئ، ويبلغ عدد سكانها 119.000 نسمة كما تبلغ مساحتها 811 كيلو مترا مربعا.
أصبحت كيريباتي مستقلة عن بريطانيا في عام 1979 وهي عضو في الكومنولث البريطاني، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ولها عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
ومن تاريخها أن احتلتها اليابان في الحرب العالمية الثانية، ودارت فيها معارك ضارية بين الولايات المتحدة واليابان. كما استخدم أرخبيل الجزر التي تقع بها هذه الدولة من قِبَل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة؛ لإجراء تجارب على الأسلحة النووية، بما في ذلك القنابل الهيدروجينية في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات. ويبلغ عدد مستخدمي الخطوط الهاتفية في هذه الجمهورية 3.800 خط مع 20 ألف مستخدم لخدمات الجوال.
ليس في جمهورية كيريباتي سوى شركة اتصالات واحدة مملوكة للدولة هي شركة تيلكوم سيرفيسز كيريباتيTelecom Services Kiribati Ltd.
أما عن طريقة الاحتيال فيشير عدد من المواقع لما شابهها من اتصالات مشبوهة من بعض الدول أن يكون هناك اتفاق بين مشغّل الهاتف في تلك الدولة والمتصل، وعادة يتم الاتصال من أجهزة حاسب آلي مبرمجة بشكل خاص للاتصال بعدد كبير من الأرقام. فيصل لرنة واحدة أو اثنتين ويقفل الخط.
وما يلبث المتلقي أن يحسبها حقيقية ليعاود الاتصال فتصبح المكالمة على حسابه، فيسحب مبلغًا إما من رصيده المشحون للجوال أو حتى عن طريق المفوتر. وهكذا تُمتص الأموال وباتفاق مع شركات الاتصالات على نسبة من المبلغ المستقطع.
لا نعلم عن أساليب وطرق حماية المستهلك من طرق الاحتيال هذه، إلا أننا نعتقد أن لشركات الهاتف المحلية واجبًا ومسؤولية أن تحظر مكالمات هذه الدول، أو على الأقل وقف السداد لمثلها من مكالمات، كذلك التواصل مع مثيلاتها في هذه الدول التي تأتي منها هذه الاتصالات للشكاية والتوضيح للوقوف على هذا الأمر. وربما يشرك جهات الأمن السيبراني المحلي في هذا الأمر؛ لما لديهم من خبرة ودراية في مثلها من مواضيع.
الكل يعلم أننا مستهدفون، وأنه ربما هناك عصابات دولية وجريمة منظمة تقف خلف كل تلك الاتصالات، والله المستعان.