محمد مفلح - الرياض

أشاد المختص في الموروث محمد الغشام ببرنامج طروق السعودية -الذي استكمل جولاته الميدانية ليحط في منطقة الباحة، والمقام برعاية هيئة الموسيقى و هيئة المسرح والفنون الأدائية، موضحاً بأن العائد من توثيق الفنون الأدائية والموسيقية سيتمثل بالتعريف بها، وتخليدها، وحفظها، والعناية بها لتكون حلقة الوصل بين الماضي والحاضر والمستقبل.

وقال: يعدّ الموروث عنصراً حيوياً في الهوية الثقافية للمنطقة، وأحد الطرق التي يعبر فيها المجتمع عن تنوعه ومعارفه وبيئته؛ ولذلك تحضر هذه الفنون في الفعاليات والمناسبات كجزء من كينونة الإنسان.

وبيّن بأن منطقة الباحة تتميز بعدة فنون كالعرضة، والمسحباني، والمهشوش، ولكل منها إيقاع يختلف، لا سيما في الفنون التي تؤدى في السراة وتهامة، مستشهداً بتباين قرع الزير بينهما. ويرى أن هذه الفنون تُستعرض بأداء لافت وفارق كتحركات الراقصين وقصائد الشعراء والطروق الطربية؛ مما يؤنس الحضور ويمتعهم ويبث الحماس بداخلهم.

وأكمل: ما زالت بعض الفنون تحتاج إلى إيقاد وهج حضورها في المحافل، كونها لا تحظى بزخم ورواج مثل العرضة، ونحن نسعى إلى بث هذه الفنون مجدداً في الساحة الثقافية وتكريس وجودها، مع تعليم أبناء المنطقة حيثيات الموروث كي يمارسوه وتتناقله الأجيال، إلى جانب المحافظة عليها من الاستحداثات المضرة لتبقى محافظة على أصالتها، منصرفة عن الإضافات والتطوير.

يذكر أن برنامج طروق السعودية يهدف إلى صون الموروث الأدائي والموسيقي؛ من خلال رؤية شاملة تسعى إلى المحافظة على هذه الفنون، وتقديمها محلياً وعالمياً في قالب يحفز الباحثين والفنانين لدراستها، والاستفادة من قيمتها الثقافية والإنسانية.